كشفت وثائق سرية عرضت على القضاء الأمريكي، على هامش ملف نزاع بين شركتين أمريكيتين للطيران، عن استعمال جهاز المخابرات الأمريكية الخارجية (سي آي إيه) مطارات مغربية من أجل نقل مشتبه في تورطهم في الإرهاب إلى معتقل «غوانتانامو» الشهير. ووفق الوثائق ذاتها، والمضمنة في ملف مكون من 1700 صفحة، فإن الحكومة الأمريكية، وجهاز مخابراتها الخارجية، تنسق مع شبكة خفية من شركات الطيران الأمريكية من أجل النقل الجوي القسري والسري لمتهمين بالضلوع في أعمال ومخططات إرهابية، من مطارات دول بينها مصر وسوريا والأردن، إلى جانب المغرب، حيث كشفت هذه الوثائق أن رحلات سرية تربط بين مطارات، أبرزها مطار العاصمة الرباط، والقاعدة العسكرية الأمريكية بخليج غوانتانامو بكوبا، قصد نقل مشتبه بهم في إطار ما يعرف ب«التسليم الاستثنائي» للمتهمين في قضايا إرهاب بين الدول سالفة الذكر. وتفجرت هذه القضية بسبب نزاع دام أربع سنوات بين شركتي نقل خاصتين توجدان بنيويورك، كانتا تشتغلان في هذا المجال، ويتعلق الأمر بشركة تدعى «دينكوب» وأخرى اسمها «ريتشمور»، حيث كانتا تتهافتان على صفقات نقل المتهمين في ملفات إرهاب من مطارات دول, بينها المغرب, إلى معتقل غوانتانامو. وحسب المعطيات ذاتها، فإن هاتين الشركتين الخاصتين نفذتا، بين عامي 2002 و2005، العديد من الرحلات الجوية من المغرب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مقابل 300 ألف دولار للرحلة الواحدة، كما كانت الحكومة الأمريكية توفر غطاء لهذه الرحلات السرية من خلال التصريح بأنها تدخل في إطار سفريات العمل الدبلوماسي. وفي الوقت الذي كشفت فيه الوثائق المعروضة على أنظار القضاء الأمريكي، وبينها فواتير للرحلات، أن هذه التنقلات الغامضة كانت تدر على شركات الطيران المذكورة أرباحا، لم تتضمن السجلات المتوفرة للمحكمة بيانات بأعداد الأشخاص الذين تم تنقيلهم عبر هذه الرحلات السرية، بينما تأكد أن عمليات نقل أشخاص من مطارات مغربية وأجنبية إلى مطار دالاس الدولي في ولاية فرجينيا الشمالية، أو إلى معتقل غوانتانامو مباشرة، تكثف بعد تفجيرات 11 شتنبر 2001 مباشرة. وتم نقل متهمين في تفجيرات 11 شتنبر، بينهم مغاربة وأجانب، من المغرب إلى غوانتانامو، وفي مقدمتهم رمزي شيبة، المشتبه فيه الرئيسي في أحداث 11 شتنبر، والذي سبق للمخابرات الأمريكية أن أكدت أنها تملك شريطين يعرضان جلسات التحقيق معه في المغرب قبل نقله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.