خلفت الدعوة إلى تنظيم مسيرة وطنية مليونية يوم 17 شتنبر الجاري بالدارالبيضاء نقاشا بين مجموعة من المكونات. فبعد الدعوة التي طرحت على الفايسبوك تدعو إلى هذه المسيرة، خرجت بعض مكونات الحركة تنفي تبني أو دعوة أي تنسيقية من تنسيقيات الحركة المتواجدة في مختلف ربوع المملكة، مما فتح النقاش أمام مؤيدي هذه المسيرة المتبوعة باعتصام والرافضين لها على صفحات الفايسبوك. وحسب الصفحة التي دعت إلى الخروج في مسيرة وطنية يوم 17 شتنبر، فإن هذه المسيرة ستكون متبوعة مباشرة باعتصام مفتوح حتى يتم تحقيق كافة مطالب حركة 20 فبراير. واعتبر مؤسسو هذه الصفحة أنه بعد مرور 6 أشهر على خروج الحركة للاحتجاج فإن الحصيلة كانت هي «سقوط العديد من الشهداء» و»دستور جديد قديم يكرس ديمقراطية العبيد ونظام الحكم الفردي الإقطاعي» و«ارتفاع نسب البطالة وتدني مستوى العيش». واعتبر الداعون إلى الخروج بأن الوقت قد حان للتصعيد بسبب تدني الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن، وسقوط العديد من النساء الحوامل أمام أبواب مستشفيات ياسمينة بادو. وتركوا لتنسيقية الدارالبيضاء تحديد مكان التجمع وانطلاق المسيرة وكذا مكان الاعتصام. لكن وفي مقابل هذه الصفحة، خرج مجموعة من نشطاء الحركة المعروفين على الفايسبوك ينفون أي علاقة لهذه الدعوة بالحركة مشددين على أن قرارات الحركة وأنشطتها الاحتجاجية تخرج من الجموع العامة وليس من على صفحات الفايسبوك. كما تم إيراد توضيح على الصفحة الرسمية لحركة 20 فبراير، جاء فيها أن «حركة 20 فبراير لم تعلن عن أي دعوة لمسيرة وطنية مليونية بالدارالبيضاء يوم 17 شتنبر، ونخبر الرأي العام أن قرارات الحركة تخرج عن جموعها العامة عبر بياناتها وبلاغاتها حول الأشكال النضالية التي تقررها، والصفحة الموجودة على الفايسبوك والتي تروج لهذه المسيرة هي صفحة لا علاقة لها بالحركة». هذا التوضيح لم يكن كافيا لإلغاء الدعوات المطالبة بتنظيم مسيرة مليونية بالدارالبيضاء، بل خلق نقاشا حادا بعض مكونات الحركة وبعض المتعاطفين معها، حيث تشبث البعض بقرار المسيرة وأكدوا بأنهم سيدافعون عنها من خلال الجموع العامة وسيسعون إلى تبنيها. وذهب أصحاب هذا الطرح إلى وضع استطلاع للرأي على الفايسبوك لمعرفة درجة التأييد لهذا القرار. ووصل عدد المشاركين في هذا الاستطلاع إلى حد كتابة هذه الأسطر 293 يؤيدون تنظيم المسيرة الوطنية ل 17 شتنبر، و36 شخصا عبروا عن رفضهم لها، في حين اختار 12 شخصا «خيارا آخر لم يتم ذكره».