سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المساء تقضي عيد الفطر مع أسرة البوعزيري مفجر الثورة في تونس الأسرة تكشف للجريدة كواليس لقائها مع «بان كي مون» وزين العابدين بنعلي وحقيقة منزلها الجديد في العاصمة
حلت «المساء» يوم عيد الفطر ضيفة على أسرة محمد البوعزيزي الذي يعتبر أول من أشعل شرارة الثورة التونسية وما تلاها من ثورات وانتفاضات عربية، حين أضرم النار في نفسه، يوم الجمعة 17 دجنبر 2010، في منطقة سيدي بوزيد، بعد لطمة على خده تلقاها من طرف شرطية من الأمن التونسي. وكانت أسرة البوعزيزي، ممثلة في أمه منوفية وأختيه ليلى وبسمة والطفل زيدان، قد استقبلت مبعوث «المساء» بمنزلها الجديد في حي بوسلسلة الشعبي بمنطقة المرسى، يوم الثلاثاء، الذي صادف عيد الفطر في تونس. وقالت بسمة (16 سنة) عندما خرجت لاستقبال «المساء»: «أمي فرحت كثيرا لما علمت بأن صحيفة مغربية فكرت في زيارتنا وقضاء أول عيد معنا في غياب أخي الشهيد». وأبدت ليلى البوعزيزي أسفها على «الإشاعات المغرضة التي تسعى إلى تسويد صورة الشهيد والإساءة إلى أسرته»، وقالت إن «الناس يتحدثون في كل مكان عن ملايير منحها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، لأسرة البوعزيزي، في حين أن بان كي مون زارنا أنا وأمي وقدم إلينا العزاء بحضور المسؤولين في قاعة الاستقبال في فندق «ريجنسي»، وأتحدى أيا كان أن يثبت أننا تسلمنا منه مليما واحدا». وأضافت الأخت الكبرى لمحمد البوعزيزي أنهم لم يتلقوا من الدولة أكثر من 20 ألف دينار التي تسلمتها، على السواء، عائلات شهداء ثورة الياسمين. ووقفت «المساء» على زيف الأخبار التي تحدثت عن كون جهة ما اقتنت لأسرة البوعزيزي «فيلا» كبيرة بأحد الأحياء الراقية في تونس العاصمة. وعلقت ليلى البوعزيزي، وهي تطلع «المساء» على توصيل كراء منزلهم الجديد في العاصمة: «نحن لا نملك إلى حد الآن بيتا في اسمنا، وهذا المنزل الجديد الذي انتقلنا إليه نؤدي إيجاره من مالنا الخاص»، قبل أن تضيف: «لم نغادر منزلنا في سيدي بوزيد إلا للاقتراب من الجامعة التي أدرس بها، وما زلنا نزور بلدتنا باستمرار». وقالت منوفية بن مصباح، والدة البوعزيزي، إن «الإشاعات الخبيثة لم يسلم منها حتى الشهيد نفسه، إذ قالوا عنه إنه مختل عقليا وسكير، وإنه كان يضربني»، وقاطعتها ابنتها بسمة بالقول: «لقد فطننا متأخرين إلى أن من يقفون وراء هذه الإشاعات والاتهامات الكيدية هم أولئك الناس الذين أضرت الثورة بمصالحهم، وكانتقام بدؤوا يشوهون الثورة ويتفهون رموزها، وفي مقدمتهم أخي محمد». ونفت ليلى أن تكون أسرتها باعت العربة التي كان أخوها محمد البوعزيزي يبيع عليها الخضر والفواكه، وأكدت أنها موجودة عند شقيقها سالم في مدينة صفاقس، وأن الأسرة رفضت عروضا لبيعها، وقالت: «نحتفظ ب«الشاريوه» لوضعه في متحف يخلد اسم البوعزيزي كمفجر للثورات العربية». واستحضرت والدة البوعزيزي، في هذا اللقاء، الليلة التي سبقت حرق ابنها لنفسه، حين «جاء من العمل وارتمى في حضني كطفل، وأنا أخلل شعره بأصابعي». وحكت منوفية ل«المساء» تفاصيل لقائها بزين العابدين بنعلي في قصر قرطاج وكيف سألها متظاهرا بجهله لتفاصيل ما حدث للبوعزيزي: «قال لي من تسبب لابنك في إحراق نفسه، فأجبته: «أعوان التراتيب» ورئيسة لهم يسمونها فادية، فأجابني: والله ما فراسي، وأضاف أنا سأذهب حالا لزيارته». وحول تنازل أسرة البوعزيزي للشرطية التي احتقرت ابنها وصفعته على خده، متسببة له في إحراق نفسه، أكدت أخته ليلى: «أسقطنا المتابعة عنها بعدما تحولت القضية إلى معركة بين أسرتنا البسيطة وبين زملاء فايدة من «أعوان التراتيب» (نوع من الشرطة التونسية) وأخذت أبعادا قبلية، بدخول قبيلة «المكانسة» التي تنحدر منها الشرطية فايدة، للتضامن معها». كما حكت ليلى البوعزيزي كيف أنها استدرجت لمقابلة الشرطية فايدة حمدي في إحدى القنوات التلفزية، عندما «أخبروني بالهاتف أن الفنان لطفي بوشناق يريد مقابلتي في القناة التجريبية، ولما ذهبت إلى هناك وجدت نفسي أمام فايدة. وعندما هممت بالانسحاب، أمسكتني من ذراعي وبدأت تبرر لي فعلتها».