يخطط، الخبير المغربي في السوق المالي الدولي وسوق المواد الأولية، مصطفى بلخياط، لإحداث صندوق للذهب بالدرهم المغربي يتيح للمستثمرين المغاربة الخواص والمؤسساتيين شراء الذهب بالعملة المحلية. ومصطفى بلخياط، هو خبير في مجال التوظيفات في السوق المالي، و تولى قبل أربع سنوات الإشراف على الصندوق الكندي «مانسا موسى» لتمويل مناجم الذهب في إفريقيا، حيث أكد أن المستثمرين الذين انخرطوا في هذا الصندوق تمكنوا من تحقيق أرباح كبيرة. قبل أن يؤسس مؤخرا صندوق «سويس أوروم كوربوراشن» Swiss aurum corporation الذي يؤمن للمستثمرين والدول التسلم المادي للذهب، بدل الاكتفاء بالذهب الورقي، حيث حظي الصندوق باهتمام بلدان شرق أوسطية وأسيوية، تريد توسيع حصة الذهب في احتياطيات الصرف لديها في ظل التقلبات التي تعرفها السوق المالية الدولية و تراجع قيمة الدولار الأمريكي. و أوضح بلخياط، الذي كان من الخبراء العالميين الأوائل الذين توقعوا ارتفاع سعر الذهب في السوق الدولية، في حوار مع «المساء» سينشر قريبا، أنه يتطلع إلى بحث فكرة الصندوق مع السلطات العمومية، من أجل إطلاقه في أقرب وقت، حيث يتوقع أن يجلب أموالا كثيرا، خاصة من المغاربة المقيمين بالخارج، الذين سيمكنهم الصندوق من شراء الذهب من المغرب واستعماله في استثماراتهم سواء في بلدهم الأصلي أو بلد المهجر. وأكد أن إحداث الصندوق سوف يتم بتشاور مع «مكتب الصرف و بنك المغرب الذي سوف يكون حائزا للذهب المادي لفائدة المستثمرين المغاربة الذين سيشترون الذهب. و في هذه الحال، سيكون الصندوق مدرجا في بورصة الدارالبيضاء و بورصات عالمية، كي يكون مرتبطا بشكل كامل بسعر الذهب في العالم». وقال بلخياط «أنا أتطلع إلى إطلاق هذا المشروع مع بنك المغرب الذي سوف يحوز الذهب و يضمن للمغاربة الحصول على الذهب المادي. هذا سوف يشكل حدثا ثوريا في المغرب». وما فتىء سعر الذهب يرتفع منذ الأزمة المالية التي اخترقت العالم في السنوات الأخيرة، لتقفز العقود الآجلة للذهب الأمريكي أول أمس الاثنين فوق 1900 دولار للأوقية. وأمس الثلاثاء ارتفع السعر الفوري للذهب إلى مستويات غير مسبوقة فوق 1910 دولارات، مسجلا مستوى قياسيا للجلسة الرابعة على التوالي مع تعزز جاذبية المعدن كملاذ آمن في ظل استمرار المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي. ويعتبر الخبير المغربي أن سعر الذهب لن يتوقف عند المستوى الحالي بل سوف يواصل صعوده كي يصل إلى حوالي 3000 دولار للأوقية في ظرف سنتين، ثم 5000 دولار. ويعزو بلخياط تألق الذهب في السوق الدولية، إلى كونه يوفر ملاذا آمنا بالنسبة للمستثمرين الذين يلوذون به من التقلبات التي يعرفها النظام المالي القائم على الدولار. يجد السعر الحالي تفسيره، كذلك، في كون المستثمرين المقبلين على شراء الذهب لم يعودوا يكتفون بتسلم وثيقة من البنوك تشير إلى إتمام عملية الشراء، بل يلحون على التسلم المادي للمعدن النفيس، يتغذى، أخيرا، من الشك الذي يحوم حول حجم احتياطي الذهب لدى البنك المركزي الفيدرالي الأمريكي. وبلخياط لم يكف في السنوات الأخيرة عن الدعوة إلى إحداث مقصورة خاصة بالذهب في بورصة الدارالبيضاء، فهو يعتقد أن هكذا توجه سوف يساعد السوق المالي على تنفس الصعداء، خاصة أنه يلاحظ أن ثمة سيولة كبيرة في المغرب، لكن لا توجد بدائل أخرى خارج الأسهم والعقار، إذ لا تستثمر الأموال في الصناعة والمشاريع التنموية، وإذا فتحت مقصورة خاصة بالذهب في البورصة، في تصور الخبير، فسوف تتم الاستفادة من الأموال «النائمة» بالمغرب على اعتبار أن الناس سوف يستثمرون في منتوج يتوفر على إمكانيات للارتفاع في العالم. وفي نفس الوقت دأب بلخياط على الدعوة إلى خفض حصة الدولار الأمريكي الفاقد لجاذبيته في السنوات الأخيرة ورفع حصة الذهب في احتياطي الصرف في المغرب، فهو يلاحظ أن تلك الحصة « لا تتعدى في المغرب حوالي 3 في المائة، بينما يصل المعدل العالمي إلى 10 في المائة، علما أنه يبلغ 35 في المائة ضمن احتياطيات صرف البنوك الأوروبية» علما أن والي بنك المغرب كان صرح مؤخرا بأن قيمة الذهب الذي يتوفر عليه لا تتعدى 8 ملايير درهم. ومن منطلق إلمامه بسوق الذهب في العالم، كان بلخياط اقترح في السنوات الأخيرة إنشاء مصفاة الذهب، التي ستتيح للأفارقة، خاصة، بالتوجه نحو المغرب من أجل تكرير الذهب عوض الذهاب إلى بلدان أخرى، بل إن تلك المصفاة سوف تغري أوروبا لتدوير الذهب القديم الذي تتوفر عليه في المغرب و منحه علامة دولية.