قال مصطفى بلخياط، الخبير المغربي في التوظيفات، إن الاستعدادات جارية لإدراج الصندوق الاستثماري «مانسا موسى» المتخصص في تمويل مناجم الذهب في إفريقيا بالبورصة بألمانيا. وأشار في تصريح ل«المساء» صندوق « مانسا موسى» لتمويل مناجم الذهب في إفريقيا، الذي يتولى تدبيره منذ سنتين، سوف يتم إدراجه خلال شهر بالبورصة بألمانيا، معبرا عن أسفه لعدم وجود أي من المستثمرين المؤسساتيين المغاربة في هذا الصندوق. وأكد بلخياط، الذي يعتبر أحد أبرز الخبراء في الأسواق المالية الدولية، أنه بذل مساعي كثيرة من أجل إقناع المستثمرين المغاربة بالمساهمة في الصندوق إلا أن محاولاته باءت بالفشل، بل إنه يشدد على أنه سعى إلى إدراج الصندوق في المغرب والاكتتاب فيه بالدرهم المغربي إلا أنه لم يقنع أحدا. وأفاد أن الصندوق الكندي «مانسا موسى» الذي يتولى تدبيره، باعتباره خبيرا عالميا في التوظيفات، مكن المستثمرين الذين حبذوا فكرته من مضاعفة الرأسمال الذي ساهموا به في ظرف سنتين. ولاحظ أن الدعوة إلى الانخراط في مشاريع الصندوق التي قام بها في العديد من البلدان لم تجد أصداء إيجابية لدى المستثمرين، باستثناء المستثمرين الفرنسيين الذين لهم ارتباطات بإفريقيا و يدركون حجم الثروات التي تختزنها أراضيها. وأضاف أن الصندوق يحظى باهتمام العديد من البلدان في إفريقيا، التي تتطلع إلى الاستفادة من خدماته بعد نجاح التجربة التي خاضها في مالي، ما دام يوفر الموارد المالية لتمويل المناجم، على اعتبار أن التمويل يشكل عائقا في تنمية المناجم في إفريقيا. ويشير بلخياط إلى أن الخاصية التي تميز هذا الصندوق تتمثل في السماح للأفارقة بالمحافظة على ملكيتهم لمناجم الذهب، عوض تفويتها لإحدى الشركات المتعددة الجنسيات، حيث إن الصندوق يتولى تمويل وحدة الإنتاج، وبالمقابل يلتزم المالك بتعويض المستثمرين. وتقوم فكرة الصندوق على استغلال المساحات الكبيرة غير المستغلة في البلدان التي يتوجه إليها. لا يتعلق الأمر بتراخيص تقليدية لاستغلال المناجم والتي تأتي بموجبها شركات من أمريكا وكندا وجنوب إفريقيا لتستغل بعض المناجم التي لا تستفيد منها الدول بأكثر من 10 في المائة من الثروات المستخرجة، بل يأتي صندوق « مانسا موسى» بطريقة جديدة تقوم على الإنتاج و التسويق على أساس دفتر تحملات يربح فيه الطرفان. ويعتبر بلخياط أن الصندوق يمول عمليات استخراج الذهب التي تتم بطريقة إيكولوجية، فأغلب مناجم الذهب يجري استغلالها باستعمال مواد كيماوية تتيح استخراج 95 في المائة من الذهب من المعدن، غير أنه يؤكد أن التجربة التي يقودها الصندوق في مالي أثبتت أنه يمكن استخراج 85 في المائة من الذهب باستعمال الماء، مما يساهم في المحافظة على البيئة. وسبق ل«مصطفى بلخياط» أن دعا إلى إنشاء مصفاة لسبائك الذهب بالمغرب، فهذه المصفاة ستتيح للأفارقة، في تصوره، التوجه نحوه من أجل تكرير ذهبهم عوض الذهاب إلى بلدان أخرى. ثم إن أوربا تتوفر على الكثير من الذهب القديم الذي يمكن تدويره recyclage في المغرب ومنحه علامة دولية، و هو يعتقد أن تلك المصفاة ستجعل من المغرب مركزا كبيرا لذلك المعدن.