نظم الآلاف ممن أعلنوا حملهم هوية مشجع رجاوي مسيرة احتجاجية سميت بالمسيرة الخضراء، اقتباسا من مسيرة الراحل الحسن الثاني لتحرير الصحراء المغربية، لكن مسيرة الرجاويين كان لها عنوان واحد هو مركب الرجاء بالوازيس، وشهدت المسيرة، التي دعت إلى تنظيمها أطياف تنتمي إلى الإلترات وجمعيات المحبين ورجاويو الموقع الاجتماعي الفايسبوك، حضور عدد من اللافتات، أجمعت جميعها على ضرورة رحيل الرئيس الحالي لفريق الرجاء عبد السلام حنات، بحجة أنه هو السبب الرئيسي وراء ما يعيشه الفريق حاليا من أزمة نتائج، والمتتبع للمسيرة، التي يمكن أن ترفع القبعة لمنظميها في ظل سلميتها، وعدم مساسها بالأمن العام للمدينة ولمحيط المركب، فالغالب هو حضور عدد كبير من القاصرين، لكن ذلك لم يمنع من مشاركة شرائح اجتماعية وازعها المشترك حبها للرجاء وغيرتها على هذا الفريق الذي غالبا ما تغنى به الجميع على أنه فريق الشعب بامتياز. وفي دردشة ل»المساء» مع المشاركين في هذه الوقفة، فإن الجميع بدا غير راض عما يقع في القلعة الرجاوية، فالفريق نال لقب البطولة الوطنية ومر إلى دوري مجموعات رابطة أبطال إفريقيا بعد ست سنوات من الصيام، لكن الفطور لم يكن في المستوى الذي انتظره هؤلاء بعد هزيمتي الهلال السوداني وإنييمبا النيجيري وتعادل كوتون سبور والإقصاء من منافسات كأس العرش ضد فريق اولمبيك آسفي، وهو ما تسبب في غضب هؤلاء في تصريحاتهم ل»المساء»، إذ دعوا إلى استبدال الفاسد بالأصلح، على حد تعبيرهم، ومن غريب الصدف أن وقفة ومسيرة شعب جمهور الخضراء، تزامنت في وقت كان الرئيس الحالي، الذي ردد في حقه ومكتبه «ارحلوا» يبحث عن حلول لتهدئة غضب هؤلاء الذين تحملوا عناء شمس حارقة وصيام يوم شاق، من أجل رؤية رجاء عالمية، بعدما فسر بكون ما يقع للرجاء مجرد سحابة صيف عابرة، وأن الرجاء لا ينقصها سوى فوز واحد سيعيد سكة الفرجة والانتصارات إلى الأخضر. لكن كلام الرئيس وبالرغم من جديته، بالحديث عن تعاقدات في المستوى وعودة النتائج الإيجابية، ووجود السيولة المالية، لم تقنع من تحدثت معهم «المساء» الذين أكدوا أن خرجة حنات كانت متأخرة، وأن الرجل تناسى خرجاته العام الماضي، والتي كان حريصا فيها على محاورة شعب الأنصار كلما طلبوا استفسارا. وفي القوت الذي كان يستعد الجميع لإنهاء المسيرة بقراءة الفاتحة والدعاء بتحسن مستوى الرجاء، حاصر مجموعة من المحسوبين على الوقفة سعد عبد الفتاح الذي تحول من لاعب رجاوي العام الماضي إلى لاعب ودادي طالبين منه ضرورة ترديد أنا رجاوي، اعتقادا منهم أن اعترافا من هذا القبيل ولو بالإرغام قد يخفف الجراح على جمهور يتحسر على لاعب يتفنن يوما بعد بقميص جديد ليس إلا قميص الغريم «الوداد».