اضطر مركز الدرك الملكي بشاطئ مهدية إلى الاستعانة بقوات من الحرس البلدي تابعة لثكنة القنيطرة وبقناص للكلاب في حملته التمشيطية التي شنها مساء الاثنين الماضي على تجار مخدرات نشروا الرعب بمنطقة «قصبة مهدية» التي باتت منذ دخول شهر رمضان خاضعة لما يشبه نظام «حظر التجول» فرضه «البزناسة» وأعوانهم على المنطقة في محاولة منهم لبسط هيمنتهم عليها وإفشال أي خطة أمنية لاقتحامها. وأشهرت عناصر الدرك الملكي بمهدية، التي كانت مدعومة بعناصر أخرى من القيادة الجهوية للدرك الملكي -أوفدها الكولونيل «أملال» إلى عين المكان- وعشرين فردا من القوات المساعدة تابعين للحرس البلدي، أسلحتها النارية في مواجهة تجار المخدرات بمنطقة «القصبة» الذين كانوا مدججين بالسيوف وكلاب «البيتبول» و»الماء القاطع»، هذا في الوقت الذي أطلق فيه «رشيد.م» قناص الكلاب الضالة ببلدية مهدية عيارا ناريا في السماء لإخافة مالكي «البيتبول» وإرغامهم على التراجع بعدما حاولوا في أول وهلة الدخول في مواجهات مع الدرك. وشوهد «محمد.ل»، خليفة باشا مهدية، وهو يقود أفراد القوات المساعدة متخفيا في سيارة «207» إلى جانب رجال الدرك للحاق بفارين أطلقوا سيقانهم للريح متخلين عن أسلحتهم البيضاء ولاسيما بعدما استطاعت قوات الأمن ضرب طوق أمني على العديد من المواقع التي كانت تشكل أوكارا لتجارة المخدرات، واقتحمت أحدها بأمر من «بوزيان»، وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقنيطرة، حيث تم حجز ما يقارب كيلوغرامين من الحشيش و150 حبة «فاليوم» مخدرة. واضطر «كَاوي»، رئيس درك مهدية، رفقة رجاله إلى الإفطار بجانب بئر عمقه 25 مترا كان قد سقط فيه أحد المطارَدين الذي أشهر سيفا في وجه عناصر الأمن وظل يهدد بقتل نفسه في حالة الاقتراب منه، مطالبا بحضور الوكيل العام للملك، مما دفع عناصر الدرك إلى الاستنجاد بالوقاية المدنية من أجل انتشاله والقبض عليه، وظل يصرح طيلة مدة اعتقاله، وفق ما أفاد به مصدر «المساء»، بأن هناك أطرافا أمنية تنتمي إلى الشرطة القضائية بالقنيطرة متورطة معه في تجارة «الحشيش» ومستعد للكشف عنها أثناء استنطاقه. كما أسفرت هذه الحملة التمشيطية، التي تتبع فصولها عبر الهاتف «بلكَد» رئيس قسم الشؤون العامة بالولاية، عن حجز 500 غرام من مخدر «الشيرا» و300 قرص مهلوس من مختلف الأنواع وهواتف نقالة وسيوف كانت بحوزة ثلاثة أشخاص، «ح.ن»و«ح.ي»و«ر.س»، جرى اعتقالهم جميعا، وثبت بعد التحقيقات الأولية أنهم مطلوبون في قضايا مختلفة من طرف مصلحة الشرطة القضائية بمدينة سلا، في حين تم تحرير مذكرات بحث في حق أشخاص آخرين تمكنوا من الفرار. وتجدر الإشارة إلى أن رجال الدرك الملكي أنفسهم كانوا قد ووجهوا الأحد الماضي بمقاومة شرسة أثناء محاولتهم اعتقال عصابة «أولاد اللبان» التي تنشط في مجال المخدرات بالمنطقة المذكورة، غير أنهم اضطروا إلى التراجع بعدما تم تهديدهم بالسيوف وكلاب «البيتبول» و«الماء القاطع».