واصلت السلطات الأمنية الانجليزية حملة اعتقالات على خلفية اندلاع أعمال شغب ومصادمات بين قوات مكافحة الشغب ومحتجين على مقتل رجل برصاص الشرطة الأسبوع الماضي، أسفرت عن إصابة 35 من أفراد الشرطة وإحراق وتخريب ممتلكات عامة. وذكرت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت ما يزيد على مائة شخص، ليلة الأحد الماضي، بالإضافة إلى 61 آخرين اعتقلوا يومي السبت والأحد، وتوجيه الاتهام إلى 17 منهم. وتواصلت، الاثنين الماضي، أعمال الشغب والعنف ضد عناصر الشرطة، عندما دهست سيارة مسرعة عناصر شرطة أثناء ملاحقتها لمثيري الشغب، ما أدى إلى إصابة ثلاثة من رجال الأمن بجراح متفاوتة، كما أضرم المحتجون النار في أحد المحلات في منطقة «توتنهام» شمالي لندن. وقالت الشرطة إن مجموعات من الشباب تواصل استهداف المحلات، إلا أن السلطات الأمنية أرسلت المزيد من التعزيزات إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت. وندد داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية بالأحداث في بيان، جاء فيه: «أعمال الشغب في توتنهام الليلة الماضية أمر غير مقبولة البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو الممتلكات.» وكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليلة السبت الماضي، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب الضحية، ويدعى مارك دوغان، أمام مركز شرطة توتنهام احتجاجاً على مقتله على يد الشرطة، الخميس الماضي. ومع توسع نطاق الاحتجاج وتزايد أعداد المحتجين، تصاعد التوتر في المنطقة، وألقى الحشود الحجارة والزجاجات الفارغة على سيارات الشرطة، وأضرموا النار فيها، أثناء محاولاتهم إغلاق الشارع الرئيسي في توتنهام شمالي لندن، بحسب ما نقلت السلطات البريطانية. وأضرمت الحشود الغاضبة النيران في حافلة عامة بجانب بعض المباني، وشوهدت ألسنة اللهب وهي ترتفع مضيئة سماء المنطقة. وقال ستيفن واتسون، قائدة قوة الشرطة بالمنطقة: «لم تكن هناك أي مؤشرات تحذيرية بأننا سنشهد مثل هذا النوع من الفوضى، كالتي رأيناها ليلة الأحد. وحذر واتسون من أن المشاركين في أعمال الشغب سيتم التحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، مضيفاً: «ما من أعذار لأولئك الذين شاركوا في مثل هذا المستوى من العنف»، إلا أنه أكد أن الأولوية، في الوقت الراهن، هي استعادة الهدوء. وكان دوغان، 29 عاماً، قد لقي حتفه برصاص الشرطة أثناء عملية اعتقال تم خلالها توقيف سيارة أجرة كان على متنها الخميس الماضي، وفق «المفوضية المستقلة للشكاوى ضد الشرطة.» ولم تشر المفوضية إلى أسباب إطلاق النار على دوغان أو دواعي توقيف سيارة الأجرة، واكتفت بالإشارة إلى بدء تحقيق مستقل في الحادثة. ومن جانبه، ناشد ديفيد لامي، عضو البرلمان البريطاني عن منطقة «توتنهام» المحتجين بوقف أعمال الشغب.