تعتزم بعض عائلات معتقلي «السلفية الجهادية» تنظيم عدد من الأشكال الاحتجاجية خلال الأيام المقبلة من أجل التنديد باستمرار ذويها في وضعية «لا إنسانية»، وفق ما صرحت به ل«المساء». ويأتي هذا الاحتجاج في وقت رسم تقرير صادر عن اللجنة المشتركة لتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين صورة قاتمة عن أوضاع معتقلي ما يسمى ب»السلفية الجهادية» بسجن «سلا2». إذ أكد التقرير أن هذه الفئة ممنوعة من إدخال المصاحف نهائيا وكذلك الحلوى والتمر والملابس. وحرم بعض المعتقلين من الاستحمام، إذ مازال بعضهم يرتدي نفس الملابس منذ 16 ماي الماضي، إضافة إلى منع عشرة منهم من الفسحة نهائيا، والذين يوجدون في زنزانة واحدة، وفق ما جاء في التقرير الذي توصلت «المساء» بنسخة منه. ويمنع على الأطفال تقبيل آبائهم لأن الزيارة تكون مسيجة. وأشار التقرير إلى حالة المعتقل أحمد كريم، الذي أراد أن يسلم على ابنه الصغير البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر، فرفض الحراس، مما دفعه إلى ضرب وجهه على القضبان الحديدية من شدة غضبه، فسقط على الأرض مغشيا عليه. وتدهورت الحالة الصحية لبعض المعتقلين مثل حالة عبد اللطيف أخضيف، الذي يعيش بكلية واحدة ضعيفة جدا، مما جعل الموجودين معه في الزنزانة يشرعون في الصراخ والضرب على القضبان، و يهددون بالانتحار الجماعي إذا لم يجد زميلهم العناية الطبية اللازمة والمستعجلة .وقد نقل عبد اللطيف أخضيف إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية يوم الجمعة الماضي، حيث وضع له أنبوب بلاستيكي لإخراج السائل المحصور في كليته. كما يعاني المعتقل أنور مجرار من إصابته ببثور جلدية متقيحة ومتعفنة ومعدية بسبب منعه من الاستحمام.كما أن المعتقل محمد حاجب طالب بالطبيب ولم تتم الاستجابة له . وكان سجن سلا المعروف ب«الزاكي» عرف أحداث عنف يومي 16 و17 من شهر ماي الماضي، واتهمت الإدارة معتقلي «السلفية الجهادية» باحتجاز عدد من الموظفين ومهاجمة الحراس الذين أصيب عدد منهم. كما أن السجناء استعملوا قضبانا حديدية وحجارة اقتلعوها من حائط في السجن لمهاجمة الحراس، حسب ما أكدته المندوبية العامة لإدارة السجون، وهو ما أدى إلى اتخاذ عقوبة في حقهم قضت بنقلهم إلى سجون أخرى وحرمانهم من الزيارة حوالي 45 يوما. واتصلت «المساء» بالمديرية العامة لإدارة السجون من أجل أخذ رأيها في الموضوع، غير أن كل الاتصالات لم تؤد إلى نتيجة.