رغم أن شروط استخدام «فايسبوك» تمنع على متصفحيه استخدامه من أجل أهداف تجارية، فإن المغاربة فكروا في طريقة مبتكرة لبيع جميع الأغراض عن طريق الموقع الاجتماعي الأكثر تصفحا في المغرب... شابات حولن صفحاتهن الشخصية على موقع زيكبورغ إلى محلات تجارية إلكترونية تبيع كبيريات الماركات العالمية بأثمان مخفضة. «نتلاقاو في حي سيدي معروف أمام مدرسة....»، قالت «بشرى» ل«سارة» من أجل تحديد موعد ومكان تسليم الساعة اليدوية التي اقتنها من «بشرى» عن طريق «فايسبوك». «إنها المرة الأولى التي أقتني فيها بضاعة عن طريق فايسبوك»، تقول «سارة»، التي اكتشفت هؤلاء الفتيات اللواتي يبعن الماركات العالمية بأثمان منخفضة عن طريق إحدى صديقاتها في الدراسة. جعلت «بشرى»، رفقة مجموعة من الفتيات المغربيات من الموقع الاجتماعي «فايسبوك» محلا تجاريا مفتوحا، دون الحاجة إلى دفع رسوم الضرائب. وتوفر هؤلاء «التاجرات» اللواتي يعتبرن كلهم من الجنس اللطيف على صفحاتهن على «فايسبوك» جميع أنواع الملابس والبضائع التي يمكن أن تخطر على بال المتصفح، من حواسيب وأثاث وإكسسوارات وعطور... اعتادت «بشرى» في عملها على تسلم «العربون» من الزبون قبل أن تسلمه البضاعة وتمنحه في مقابل ذلك نسخة من بطاقتها الوطنية في انتظار تسليمه البضاعة، لأن جميع البضائع التي تبيعها «بشرى» تكون تحت الطلب، فهي تضع عادة صورة البضاعة وتحدد وقتا زمنيا لتسيم جمع الطلبات، حيث تسلم هذه الشابة البضاعة على العموم بعد 15 يوما على أقل تقدير من تاريخ الشراء وتسلم العربون. خفض للأثمان وتسهيلات في الدفع مثيلات «بشرى» كثيرات. ورغم أنهن يجتمعن في كونهن استخدمن الموقع الاجتماعي من أجل التجارة فإن قصصهم تختلف، يكفي أن تضيف إحدى هؤلاء الشابات في حسابك حتى تجد لائحة طويلة من هؤلاء الفتيات يبعن بضائع مختلفة، من الحواسيب إلى أثاث المنزل. «فاتن» شابة أخرى تبيع الماركات العالمية بأثمان مناسبة قد يصل الفرق بين الثمن الذي تقترحه وثمن هذه البضائع في المحلات التجارية الكبرى، أحيانا، إلى نصف المبلغ: «أقوم أيضا بتقديم تسهيلات في ما يخص طريقة التسديد»، تقول فاتن، خاصة أنها تعرض الساعات والنظارات الشمسية لكبريات الماركات العالمية. تقوم هذه الشابة بجلب البضاعة التي تعرضها على «فايسبوك» عن طريق أحد أصدقائها من الخارج، وقد باشرت هذه الطريقة منذ عدة أشهر: «أجد متعة من خلال من أقوم به من تجارة، ربما سأفكر في تصميم موقع خاص بي للتجارة الإلكترونية»، تقول «فاتن». «حسناء»، إحدى الزبونات الدائمات ل«فاتن» وصديقاتها، فقد اشترت مجموعة من عطور الماركات بثمن منخفض عن الثمن الأصلي، كما اقتنت، أيضا، لباسا تقليديا من إحداهن: «انتقلتُ إلى بيتها، حيث تعرض الملابس التقليدية التي تبيعها وتعدها حسب طلبات زبوناتها»، تقول «حسناء»، قبل أن تضيف مفسرة أن «الأشخاص الذين يلجؤون إليها عبر «فايسبوك» تقدم لهم خصوما قد تصل إلى 20 في المائة عن الثمن الأصلي». التجارة «الفايسبوكية» لتمويل الدراسة بالنسبة إلى هؤلاء «التاجرات»، سواء كُنَّ طالبات أو عاملات، فإن «فايسبوك» يعتبر بالنسبة إليهن مصدراً ثانيا للربح دون أي خسائر رغم أن «فايسبوك» يمنع، من خلال شروط استخدامه، استخدام الصفحات الشخصية لأعضائه لأي أهداف تجارية أو تسويقية، فإن هؤلاء الشابات أصبحن يعتمدن على «فايسبوك» من أجل الحصول على دخل مضمون: «لقد تمكنتُ، بفضل «فايسبوك»، من تمويل دراستي»، تقول فاتن. ورغم أن إدارة الموقع الاجتماعي تمنع مزاولة أي تجارة على صفحاته، فإنها لم تقم بإغلاق العشرات من الصفحات التي تحولت إلى صفحات لمزوالة تجارة إلكترونية من نوع خاص، وهو الأمر الذي تعتبره «فاتن» تغاضيا من الموقع عن هذه التجارة، ربما لأنها لا تشكل أي خروج عن طبيعة الموقع التواصلية. الأمر الجيد بالنسبة إلى هذه الطالبة هو أن هذه التجارة لا تتطلب جهدا ووقتا كثيرا، مما يشجعها على مواصلة هذا النوع من التجارة: «لا أشعر أن ما أقوم به يعيق دراستي، بل على العكس من ذلك أشعر أنه يساهم في تطوير ملكاتي»، تقول «فاتن»، التي تدرس التجارة وتسيير المقاولات. «لقد اكتشفت هذا النوع من التجارة عن طريق أحد الأصدقاء»، تقول «فاتن». عرض عليها صديقها هذا وقتها أن يمدها بمجموعة من الملابس التي يجلبها من الخارج، في حين تتكلف هي ببيعها لصديقاتها في الدراسة، لكن «فاتن» فكرت في أن تستعين، أيضا، بصديقاتها المتواجدات على «فايسبوك»، حيث بدأت تتحدث مع جميع أصدقائها المتواجدين على صفحة الدردشة وفي عرض منتوجها عليهم. بعدها تطورت هذه الفكرة إلى تخصيص صفحتها الشخصية لبيع الماركات العالمية وعوض صورها فهي تضع صور المنتجات التي تريد بيعها. ملابس مستعملة للبيع على «فايسبوك» انتشرت الفكرة في صفوف مجموعة من متصفحات «فايسبوك» بشكل كبير. «لينا» شابة أخرى تبيع بضائع مختلفة على صفحتها الشخصية على الموقع الاجتماعي «فايسبوك»: «في البداية، أعجبت بالفكرة وكنت أريد التخلص من مجموعة من الملابس التي لم أعد ألبسها، فقمت بوضع صورها على «فايسبوك»، تقول «لينا». وبعد الاستجابة التي لقيتها ملابس «لينا»، المستعمَلة على «فايسبوك»، بدأت هذه الشابة تضع إضافة إلى ملابسها ملابس أقاربها ومحيطها. «بعد مدة، تعرفتتُ على سيدة تقوم بجلب الملابس من إسبانيا. أصبحت أبيع لها بضاعتها على صفحتي مقابل حصولي على عمولة من ثمن الملابس». وعن الطريقة التي تتعامل بها «لينا» مع زبنائها من متصفحي «فايسبوك»، فإنها لا تختلف عن الطرق التي تعتمدها أغلب الفتيات اللواتي يعرضن بضائعهن على الموقع الاجتماعي: «أقوم بعرض صور المواد التي أبيعها على «فايسبوك» ومن أعجب بإحداها يرسل لي رسالة خاصة لمعرفة الثمن والمقاس»، تفسر «لينا» الطريقة التي تبيع بها الملابس، موضحة أنها تقوم بعد ذلك بتحديد موعد في أحد الأماكن المعروفة من أجل تسليم السلعة للزبون أو الزبونة. لكن نجاح «لينا» في هذه التجارة يرجع إلى ثقة «المستهلك» بها: «الناس كيتيقو فيك، داك شي علاش كيشريوْ من عندك ويعاودو»، تقول «لينا». شراء بمجازفة تتواجد أغلب هؤلاء الشابات في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، لكنهن يقمن بالبيع في جميع مناطق المغرب ويغطين محور القنيطرة -مراكش، وعلى الخصوص محور القنيطرة -الدارالبيضاء. «فدوى» شابة من الرباط قامت بشراء حقيبة يدوية من إحدى الشابات، لكنْ تعذر عليها الذهاب إلى الدارالبيضاء من أجل تسلم بضاعتها، فنابت عنها إحدى صديقاتها بعدما ربطت الاتصال بها. تقول فدوى إنها مرتها الأولى، لكنها تشجعت بعد هذه التجربة، لكنها ستكون أكثر تصميما على الحصول على تخفيض على الثمن المحدد أصلا، كما تقول: «اكتشفت أنه يمكن أن أطلب تخفيضا عن الثمن المعروض بعد فوات الأوان». لم تجد هذه الشابة الجرأة لشراء ملابس وعطور، لأنها متواجدة بالعاصمة الرباط ويجب عليها التنقل في حال ما إن هي رغبت في تجريب تلك الملابس والنظارات إلى عين المكان في حال كانت هذه السلع متوفرة وليست تحت الطلب، لكن «فدوى» ليست مستعدة نفسيا في هذه المرحلة من أجل المجازفة في هذه التجارة الإلكترونية: «عندما تشتري دون أن تجرب البضاعة، فإنك تجافز بالمبلغ المدفوع»، تقول «فدوى». مواقع للتجارة الإلكترونية رغم ابتداع المغاربة هذه الطريقة الجديدة من التجارة الإلكترونية، فإنهم يقومون، أيضا، بتشجيع خدماتهم وتجارتهم عن طريق التجارة الإلكترونية. «إيمان» شابة أصبحت تتصفح، من حين إلى آخر، مواقع التجارة الإلكترونية في المغرب من أجل الاستفادة من التخفيضات التي تقدمها هذه المواقع: «كانت تجربتي الأولى مع شراء وجبة في أحد المطاعم رفقة مجموعة من صديقاتي»، تقول «إيمان»، التي أحبّت التجربة وبدأت تستفيد من العروض التي تقدمها هذه المواقع. محلات تجارية وعيادات جديدة وصالونات تجميل تضع كلها عروضا محفزة على هذه المواقع المخصصة للتجارة الإلكترونية من أجل التعريف بها في صفوف متصفح الأنترنت. استفادت «إيمان»، إلى جانب وجبة الأكل، أيضا، من حصة للماسّاج في أحد صالونات الرباط: «الجميل في الأمر أن فترة الاستفادة تتجاوز في الغالب 15 يوما، مما يشجع على اقتناء هذه العروض»، تضيف «إيمان». وتعتمد هذه العروض على دعوة مجموعة كبيرة من الأصدقاء من أجل الاستفادة منها.