سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«سهرة فنية» في شقة شاب من أبناء «أعيان» القنيطرة تنتهي بضحايا واعتقالات ومبحوث عنهم متهم بإعداد منزل للدعارة واستهلاك المخدرات القوية والسكر العلني يطالب بإعادة فتح التحقيق في الملف
لم يكن يخطر على بال أحد شبان القنيطرة أن دعوة خاصة لبعض أصدقائه في إحدى ليالي أبريل من سنة 2010، بعدما ودع زوجته في المطار، ستنتهي بإصابته بعاهة مستديمة في يديه، وإيداعه السجن بتهم كبيرة لها علاقة باستهلاك المخدرات الصلبة وإعداد بيت للدعارة والتشجيع على استهلاك الكوكايين والسكر العلني البين، وإدانته، ابتدائيا واستئنافيا، بعقوبة سجنية محددة في 6 سنوات. الغريب في هذا الملف هو أن حلقاته لم تكتمل بعد، بالرغم من إدانة الشاب حمزة البالغ من العمر 21 سنة، بسبب عدم اعتقال السلطات الأمنية بالقنيطرة شابين آخرين تربطهما علاقة قرابة ببعضهما البعض، واللذين ورد اسماهما لأكثر من مرة في المحاضر المنجزة حول هذا الملف الذي أثار حينها اهتماما إعلاميا محليا كبيرا، تحدث فيه بعض المتتبعين عن «تفكيك» شبكة للمخدرات الصلبة في أوساط بعض أبناء أعيان المدينة. وقال الشاب المعتقل، حمزة، إنه دخل في إضراب عن الطعام في السجن المحلي عين قادوس مدة أربعة أيام للمطالبة باعتقال الشابين اللذين حضرا هذه السهرة، والتحقيق معهما، بعدما اتهم أحدهما ب«محاولة قتله» عن طريق الاعتداء عليه بسيف. وأشار المعتقل، في شكاية توصلت «المساء» بنسخة منها، إلى أن هذا الشاب الذي لم يعتقل بعد كان دركيا سابقا، وله علاقة قرابة بأحد المسؤولين الأمنيين، وتساءل عن السر في عدم اعتقاله للتحقيق معه في الملف، في وقت تمت فيه إدانة المعتقلين الآخرين بسرعة كبيرة، تضيف والدة المعتقل في لقاء ل«المساء» بها. وامتدت الاعتقالات في هذا الملف إلى عدد من الأطراف التي لم تكن حاضرة في هذه الأمسية، بعدما جاء في المحاضر أن بعض المعتقلين صرحوا بأنهم كانوا يستهلكون ويروجون المخدرات الصلبة. وحملت تصريحات هؤلاء إفادات عن الطرق التي يحصلون بها عن هذه المخدرات والمدن التي يزورونها من أجل اقتنائها، والحيل التي يعمدون لاتباعها من أجل تسويق هذا المنتوج في مدينة القنيطرة. ونفى المعتقل حمزة ابن وحود، في اعترافاته، أن تكون له علاقة بالاتجار في هذه المادة، موردا أنه يستهلكها، بين الفينة والأخرى، دون أن يكون مدمنا عليها. وقال إنه متزوج من أمريكية، ويقيم في بلاد العام سام منذ سنة 2007. وشملت «حملة» الاعتقالات على خلفية هذا الملف أيضا متهما ببيع الخمور بدون ترخيص. وتعود وقائع الملف إلى 23 أبريل 2010. وقال محضر الشرطة إن رجال الأمن توصلوا بمعلومة مفادها أن شخصا تعرض لضرب وجرح بليغين يتلقى العلاجات بمصحة خاصة بوسط المدينة. وانتقلت عناصر تابعة لفرقة مكافحة العصابات إلى هذه المصحة للاستماع إلى الضحية. وأخبرهم الشاب حمزة بأنه تعرض لاعتداء من قبل أحد الأشخاص في ليلة 14 أبريل من السنة نفسها. وحكى للمحققين، طبقا للمحضر، أنه اكترى شقة في المدينة رفقة زوجته الأمريكية منذ حوالي 4 أشهر عن وقوع الحادث. وبعد مغادرة زوجته الأمريكية للمغرب، دعا بعض أصدقائه إلى سهرة انتهت باعتداء «حكيم» عليه بالسيف بعدما اتهمه بسرقة مبلغ 60 ألف درهم من سيارته. وأشار حمزة إلى أن هذا الاتهام باطل، وأنه طلب من «حكيم» أن يخلي سبيله على أن يتدبر له أمر المبلغ المذكور، لكن هذا الأخير ولكونه استهلك كمية من المخدرات الصلبة بدأ بتوجيه الضربات إليه على مستوى الرأس، وهي الضربات التي كانت ستودي بحياته لو لم يكن يتصدى لها بيديه، ما خلف لديه إصابات بليغة على مستوى اليدين. ولم يقتصر «حكيم» على هذا الاعتداء. فقد طلب منه أن يرجع إليه المبلغ المالي، تحت طائلة مواصلة الاعتداء عليه. وبالرغم من هذه الإصابات، فإن «حكيم» أرغم الشاب حمزة على ركوب السيارة، بحضور عدد من رفاق السهرة، ومنهم قريب من المتهم بتنفيذ الاعتداء، وحاول التوجه بالسيارة إلى المهدية، خارج المدار الحضري للقنيطرة. وعاش وسط المدينة في تلك الليلة فيلما مرعبا، فقد هربت السيارة التي أركب على متنها حمزة من سيارة شرطة، وحاول حمزة أن يقفز من السيارة بالقرب من المحكمة، لكن السيارة اصطدمت بحاجز إسمنتي، واتصل بشقيق له تدخل لنقله إلى المصحة. وفي غمرة هذا الفيلم حصل «حكيم» على جواز حمزة كضمانة حتى إحضار المبلغ المالي. لكن هذه الضمانة لم تمنع حمزة من نيل وابل من الاعتداءات، حسب تصريحاته. وقال المحققون إنهم انتقلوا إلى بيت المدعو «حكيم» لكنهم لم يعثروا له على أثر، في حين يتحدث «حمزة» في شكايته عن كون المبحوث عنه «حر طليق» يصول ويجول في المدينة، دون أن يطاله الاعتقال للتحقيق معه. واستمع رجال فرقة مكافحة العصابات إلى بعض الذين حضروا السهرة، وأكدوا واقعة الاعتداء، لكن تصريحاتهم وردت بها أسماء أخرى قيل إن بعضها يبيع المشروبات الكحولية بدون ترخيص في المدينة، والبعض الآخر يتاجر في المخدرات الصلبة. وتم اعتقال هؤلاء الأشخاص، كما تمت إدانتهم بالسجن النافذ. وأشار حمزة في تصريحاته إلى أن ما أثار حفيظة «حكيم» الذي كان برفقة فتاة هو إقدامه على منعه من استهلاك الكوكايين في شقته. وقال بعض المعتقلين على خلفية الملف إن «حكيم» هو من أحضر هذه الجرعة. وكانت المشروبات الكحولية هي الزاد الرئيسي في هذه السهرة التي انتهت بضحايا واعتقالات ومبحوث عنهم، وقدمت تفاصيل مثيرة عن الطرق التي تجلب بها المخدرات الصلبة من كل من الرباط وتطوان والدار البيضاء إلى مدينة القنيطرة. كما أعطيت معلومات غريبة عن مروجيها من النيجيريين في حي النهضة بمدينة الرباط، وكيف كان بعض المتهمين في الملف يتنقلون بين هذه المدن للحصول على بعض الغرامات من هذه المادة، وكيف يتكبدون المشاق للحصول على جرعات بسبب إدمانهم على استهلاكها. وقال المعتقل حمزة ل«المساء» إن بعض الذين تم اعتقالهم في الملف من المتهمين بترويج المخدرات الصلبة لا علاقة له بهم، ولا يعرفهم، كما أنه يجهل أي شيء عن طبيعة نشاطاتهم. وطالب بإعادة النظر في هذا الملف الغامض الذي لم تذكر فيه بعض الأسماء العائلية لاعتبارات غامضة، يشير أحد أقرباء هذا المعتقل الذي قرر الطعن في الحكم لدى المجلس الأعلى.