أُعلِن في بنغازي، في وقت مبكّر من يوم أمس الجمعة عن العثور على جثة القائد الميداني العسكري للمعارضة الليبية، عبد الفتاح يونس، في منطقة «وادي القطارة»، بعد ساعات على مقتله مع اثنين من مرافقيه في ظروف غامضة. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، قد أكد مقتل يونس، متهماً «مجموعة مسلحة» بتنفيذ العملية، التي قال إنها جاءت بعد استدعاء القيادي للمثول أمام لجنة تحقيق «تتعلق بالشأن العسكري». وقد اختار عبد الجليل كلماته بعناية ليقول إن «يونس لم يمثُلْ أمام اللجنة بفعل ما تعرَّض له من إجراءات يجري التحقيق في ملابساتها»، معلناً «توقيف قائد المجموعة، التي يُفترَض أن أحد منتسبيها قام بهذا العمل الفردي الجبان»، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل حول ظروف الهجوم وحول هوية المهاجمين. وإثر ذلك، أعلن المجلس الوطني الليبي الحداد لثلاثة أيام. وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد المخاوف من وقوع انشقاق داخل القوات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الليبي. ومن جهته، أعرب نائب المندوب الليبي في الأممالمتحدة، إبراهيم الدبّاشي، عن اعتقاده أن مقتل يونس لن يؤثّر على جهود المجلس الوطني الانتقالي في تسليح قوات المعارضة. يشار إلى أن يونس كان من بين أوائل الضباط الكبار الذين تركوا نظام القذافي وانحازوا إلى صفوف الثوار، وهو من مواليد منطقة «الجبل الأخضر» عام 1944 وينتمي إلى قبيلة «العبيدات»، وهي واحدة من أكبر القبائل الليبية. وقد عمل يونس في ظل نظام القذافي قائدا للوحدات الخاصة، ثم تولى وزارة الداخلية في عام 2009. وبعد انطلاق ثورة17 فبراير، أعلن استقالته من منصبه في ال21 من نفس الشهر ليلتحق بالثوار ويترأس مجموعاتهم العسكرية. وقد تعرَّض لعدة محاولات اغتيال، كانت إحداها في يوم 22 فبراير 2011، أي بعد يوم واحد فقط من انضمامه إلى الثوار.