تواصل تنسيقية جمعيات المجتمع المدني رفضها مشروعَ إنشاء مطرح جهوي للنفايات في إقليمالفقيه بنصالح، حيث نظمت عدة وقفات احتجاجية ووجهت عدة رسائل للمسؤولين، وعلى رأسهم الوزير الأول، طالبت فيها بإصدار تعليمات تقضي بإلغاء مشروع إحداث المطرح الجهوي للنفايات في المنطقة، تفعيلا لمقتضيات الفصل ال32 من الدستور الجديد، المتعلق بحق الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة. وقد أشارت التنسيقية إلى أن أكبر فرشة مائية في شمال إفريقيا معرضة للتلوث بسهولة نتيجة تسربات سوائل النفايات، خاصة أن المنطقة كلسية وليست فيها أي طبقة طينية، كما عبّرت عن تخوفها من إفرازات السوائل السامة من النفايات وانبعاث الروائح الكريهة التي ستحاصر كل مستعمل للطريق الوطنية المحاذية لمكان المطرح، في حالة إنشائه. وقد أكد رئيس بلدية الفقيه بنصالح، محمد مبديع، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أن«إنشاء المطرح يأتي تعزيزا للمعطى الجديد للجهوية الموسعة، حيث سيستغل المطرح الكبير من لدن 45 جماعة حضرية وقروية، ليساعد على التدبير الجيّد لقطاع البيئة في المنطقة وعلى حمايتها من أضرار الأزبال المنتشرة»، كما أشار مبديع إلى أن المشروع لن ينفذ إلا في إطار ترسانة قانونية احترازية قائمة على التزامات وتوضيحات ووثائق تشدد على مسؤولية المدبرين للمشروع، ضمانا لحقوق المواطنين والسكان، وأضاف أنه سيتم الشروع في مرحلة البحث العمومي لتداول مختلف الآراء حول المشروع، مضيفا: «نحن على استعداد لفتح حوار جدي ومقبول، بهدف الاستماع إلى الساكنة ومحاولة إقناعهم بجدوى المطرح وتغيير نظرتهم إلى المشروع، كما نكفل لهم حق التعبير عن تخوفاتهم وتصوراتهم حول المطرح، وأيضا حق الاحتجاج ». وقد جاء تصريح مبديع الحالي متناقضا مع تصريح سابق ل»المساء» قال فيه إنه لا يمكنه السماح بالمطرح الجهوي أبدا، بل زاد قائلا إنه لن يمر إلا على جثته. ومن جهته، أكد الميلودي رايف، مستشار الجماعة الحضرية للفقيه بنصالح، عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أن «لمطرح يشكل خطرا على الساكنة، خاصة أنه قريب جدا من المدينة، مما يجعل المواطنين عرضة للسوائل السامة والروائح الكريهة التي سيفرزها المطرح، علاوة على الإضرار بالمنطقة، التي تعتبر أكبر خزان إستراتيجي للمياه في المغرب». وقد أشار المتحدث إلى وجود مصنع للحليب أثّر، بنفاياته، على الفرشة المائية في المنطقة وسبب أمراض العين والجلد، مما دفع العديد من الساكنة إلى الهجرة من المكان، «لذا فالساكنة لا تحتمل منشأة أخرى تضر بالصحة. وأشار إلى نفس الأمر محمد الطيب، المستشار في جماعة «الكريفات»، حيث أكد أن المطرح ضار جدا بصحة الساكنة، إذ «يبعد فقط بحوالي 800 متر عن المدينة، وقد رافقت المشروع عدة خروقات، حيث تم الشروع بطريقة غير قانونية في أشغال إحداث المطرح دون صدور رخصة البناء، كما استعانت حوالي 40 جمعية منضوية تحت لواء تنسيقية جمعيات المجتمع المدني في الفقيه بنصالح بخبراء بيئيين عاينوا إجراء عمليات غير صحيحة لدفن النفايات. ولم تكن هناك دراسة معمقة للمكان، الذي أكدوا أنه غير صالح بتاتا لإنشاء مطرح للأزبال». وقد أشار الطيب إلى أن الساكنة اقترحت على المسؤولين تغيير مكان المطرح من الفقيه بنصالح إلى جهة تادلة -أزيلال، التي تتوفر على مساحات تفوق 20 كيلومترا غير مأهولة بالسكان. يشار إلى أنه قد صُوِّت على إلغاء المشروع ب27 صوتا، في دورة يوليوز في جماعة «الكريفات»، ومن المنتظر أن تنتهج باقي الجماعات نفس الخطوة.