كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» عن معطيات جديدة في قضية المقتل الغامض لسليم عبد الله السعيدي الحارس الشخصي للملك. وقالت المصادر نفسها إن المتهم المصاب بطلقة نارية في الصدر وأحد مهاجمي سليم مولاي عبد الله السعيدي، أحد حراس الملك، يدعى محمد البيداوي، وليس البيضاوي، وهو من مواليد سنة 1967 وسبق له العمل بستانيا في حدائق القصر الملكي، قبل أن يغادره ويُعرَف لاحقا بسوابقه القضائية في السرقات الموصوفة والاعتداءات والنشل. وكشفت معلومات دقيقة من مصدر مقرّب من التحقيق أن البيداوي، وعلى خلاف باقي شركائه ممن اعتدوا بالسلاح الناري على الراحل سليم مولاي عبد الله السعيدي، العميد المركزي في أمن القصور الملكية، اختار مغادرة شقة السعيدي، باعتبارها مسرح الجريمة عبر وجهة مغايرة لما سلكه شركاؤه، وهو ما يفسر اعتقال رجال الأمن له وحيدا دقائقَ قليلة فقط على مغادرته العمارة التي كان يقطن بها حارس الملك. وأفادت المعلومات ذاتها، والتي توصلت إليها الجهات المكلفة بالتحقيق، أن محمد البيداوي خرج في الساعة الحادية عشرة ليلا من الإقامة المجاورة للعمارة التي توجد فيها شقة السعيدي وآثار الدم بادية على صدره، حيث تلقى رصاصة يُجهَل حتى الآن مصدرها وسلك الطريق التي على يمينه في اتجاه مرآب المقر المركزي لصندوق الإيداع والتدبير في «زنقة الوكيلي»، خلف «ساحة مولاي الحسن»، على بعد أمتار قليلة فقط من العمارة حيث شقة الراحل السعيدي. ووفق المعطيات التي توصلت إليها «المساء» من مصادر مقربة من التحقيق، فإن توقيف محمد البيداوي في «زنقة الوكيلي» جاء بعد مكالمة نجدة أجراها حارس الملك من هاتفه ثوانيَّ فقط بعد الاعتداء عليه، وهي المكالمة التي كانت سببا في إلقاء القبض على أحد مهاجميه على بعد أمتار قليلة من باب العمارة التي كان يقطن فيها سليم مولاي عبد الله السعيدي، فيما تشير أنباء مؤكدة إلى أن البيداوي وفي لحظة محاصرته من قِبَل فرقة من رجال الأمن كان يحمل مسدسا في يده وكان متأثرا بجراحه وفي حالة غير طبيعية. وأوردت الأنباء المؤكدة ذاتها أن رجال الأمن وبعد محاصرة البيداوي ومطالبتهم إياه بالتخلي عن مسدسه، امتثل فورا وبدون تردد للتوجيهات الصارمة لرجال الأمن. وكانت المفاجأة كبيرة بعد اكتشافهم أن المسدس الذي كان يحمله بيده يعود إلى الراحل سليم السعيدي وأن المتهم كان في حالة غير طبيعية. ونفى مصدر مقرب من عائلة العميد سليم عبد الله السعيدي أن تكون للعميد أي علاقة صداقة بالمتهم محمد البيداوي. وأكد نفس المصدر أن عائلته تعرف كل أصدقائه، وأن محمد البيداوي لم يكن أبدا أحد هؤلاء. وأضاف المصدر ذاته أن أخلاق سليم لم تكن لتجعله يصادق شخصا ذا سوابق.