شيّع آلاف المواطنين جثمان أحد ضحايا الحادث الإرهابي لمقهى «أركانة» إلى مقبرة حي «سوكوما» في مراكش. وقد سلبت روح الشاب الراحل ياسين البوزيدي، البالغ من العمر 31 سنة، بيد الغدر، عندما كان يؤدي واجبه صباح يوم التفجير، الذي هزّ المقهى. وقد كان يعيل أسرة تتكون من زوجته الحامل، وطفلته الصغيرة، التي تبلغ ست سنوات. وقد ووري الفقيد الثرى في جو جنائزي مهيب بعد صلاة العصر في أحد مساجد حي» سوكوما»، في مراكش، بحضور أكثر من 600 مواطن، نددوا بصوت واحد بهذا العمل الإجرامي الدنيء، والذي أزهق أرواحا بريئة. وقد حضر الجنازة والي جهة مراكش -تانسيفت -الحوز، محمد مهيدية، ورئيس مجلس الجهة، حميد نرجس، بالإضافة إلى أفراد أسرة الراحل وأقربائه وأصدقائه وجمهور غفير من ساكنة المدينة الحمراء. مواطنة سويسرية تلفظ أنفاسها في زوريخ أعلنت مصادر طبية في مدينة زوريخ، السويسرية، صباح يوم الجمعة، 6 ماي 2011، عن وفاة المواطنة السويسرية كريستينا كاتشا، البالغة من العمر 25 سنة، متأثرة بجراحها إثر التفجير الإرهابي، الذي تعرَّض له مقهى «أركانة» يوم الخميس، 28 أبريل. وجاء الإعلان عن وفاة الشابة السويسرية، ابنة نائب عمدة مدينة بيلينزونا، الواقعة في مقاطعة «تيشينو»، السويسرية، مباشرة بعد الانتهاء من مراسيم دفن خطيبها كورادو مندادا، الذي لقي حتفه في نفس التفجير، حيث كان الخطيبان في رحلة سياحية رفقة صديقيهما البرتغاليين المقيمين، بدورهما، في مقاطعة «تيشينو»، أندري داكوسطا، الذي لقي حتفه مباشرة في الحادث، ومورينا بيدروتسي، الذي أدخل قسم الإنعاش ووُضع تحت العناية المركزة في مستشفى زوريخ. وكانت السلطات السويسرية قد خصصت طائرة خاصة لنقل الجريحتين مباشرة بعد الحادث لتلقي العلاج، حيث تم إدخالهما مستشفى زوريخ، قبل أن تلفظ كريستينا كاتشا أنفاسها الأخيرة، متأثرة بجروح أصيبت بها جراء الانفجار الذي هزّ مقهى «أركانة»، حيث كانت المواطنة السويسرية كريستينا آخر الضحايا الذين لقوا حتفهم في الحادث الإرهابي. وبذلك تكون الحصيلة النهائية للضحايا تفجيرات مقهى «أركانة» هي 17 قتيلا، بينهم ثمانية مواطنين فرنسيين ومغربيان وبريطانيان وكندي وهولندي وبرتغالي وسويسري و24 جريحا، أغلبهم سياح أجانب. حملة لشرب عصير البرتقال أمام «أركانة» في صباح اليوم الموالي، حج المئات من الأشخاص من كل الجنسيات ومن كل مدن المغرب، إلى ساحة «جامع الفنا» أمام مقهى «أركانة» في مراكش ليقولوا كلمة واحدة: «لا للإرهاب»، ولشرب عصير «برتقال» بدل عصير دم... وقد شارك عدد من أفراد الجالية الأجنبية المقيمة في مراكش، خاصةً الجالية الفرنسية، في هذه التظاهرة تحت شعار «عصير البرتقال ضد الإرهاب». وقد جاءت هذه المبادرة كتحدٍّ لكل من سولت له نفسه أن يرهب أناسا أبرياء وتنديدا بالعمل الإجرامي الذي استهدف مقهى «أركانة». ومن بين الشخصيات الرسمية التي حضرت هذه المبادرة وزير السياحة، ياسر الزناكي، والسفير الأمريكي في المغرب، صامويل كابلان، وعقيلته وقنصل فرنسا في مراكش ،شانتال شوفان. كما قام أربعة فنانين تشكيليين مغاربة بتنظيم معرض للوحاتهم الفنية ذهب ريعها لفائدة أرامل وعائلات ضحايا الاعتداء الإرهابي. وقد شكلت هذه المبادرات التفاتة إنسانية من أجل مسح دموع الفجيعة عن وجوه عائلات المفجوعين ومن أجل أن تستعيد المدينة بهجتَها ويعود الإقبال على ساحة «جامع الفنا»، التي تعتبر إرثا حضاريا وعالميا، إلى سابق عهده، وتضامنا، كذلك، مع تجار وفناني الساحة، الذين تأثروا كثيرا بالحادث الأليم. تتبع آلاف المكالمات كان أسبوع واحد كافياً للمحققين لكشف خيوط تفجير «أركانة»، الذي أودى بحياة 17 شخصاً، بينهم طفلة فرنسية لم تتجاوز سن العاشرة، وجرح 24 آخرين. وحسب مصادر أمنية فرنسية، فإن المحققين قاموا بتتبع آلاف المكالمات الهاتفية التي تمت في محيط مقهى «أركانة»، المطلة على ساحة «جامع الفنا»، بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية، وبمساعدة الوكالة الدولية للمواصلات، حيث تم رصد مكالمة هاتفية سلبية (Bip)، قادت المحققين إلى هاتف عادل العثماني، المشتبَه فيه الرئيسي في هذا التفجير، والذي اعترف، حسب المصادر ذاتها، بالمنسوب إليه فور اعتقاله، وأرشد المحققين إلى مكان صنعه القنبلتين المتحكَّم فيهما عن بعد. وما زاد من تأكد المحققين من أن عادل العثماني هو منفذ تفجير «أركانة» هو الصورة التقريبية التي كانت قد رُسِمت بالاستعانة بإفادات الشهود، خاصة إفادة سائح هولندي وصديقته، رغم أن المنفذ الرئيسي تنكّر بشعر مستعار وقيثارة للتمويه والإيحاء بأنه سائح «هيبي» بوهيمي... إجراءات قبل إحضار العثماني إلى «جامع الفنا» في تلك الأثناء، كانت الاستعدادات لتمثيل الجريمة بعد التوصل إلى المشتبَه فيه الرئيسي في تفجير مقهى «أركانة»، تجري على قدم وساق، من قِبَل المسؤولين على الشأن الأمني والقضائي على أعلى مستوى. وقد قام المسؤولون الأمنيين والقضائيين باتخاذ كافة الإجراءات الأمنية المشددة من أجل تمثيل للجريمة بشكل لا يُخرِج العملية عن إطارها القانوني وعن مغزاها. وهكذا أجرت عدد من المؤسسات لقاءات مكثفة من أجل استجماع المعطيات حول مكان التفجير واتخذت كافة التدابير اللازمة، قبل أن تحل صحبة عادل العثماني إلى ساحة «جامع الفنا»، الشهيرة، وتحديدا إلى مقهى «أركانة»، التي كانت هدفا للتفجير الإرهابي.