ذهبت المقاولات الصناعية المغربية إلى أن اشتداد المنافسة و ضعف الطلب يعوقان تطور الإنتاج، الذي يتأثر بارتفاع تكاليفه بفعل الضرائب وسعر المواد الأولية والأجور. يعتبر 51 في المائة من رؤساء المقاولات، حسب البحث الذي يجريه بنك المغرب لدى المقاولات الصناعية، أن مناخ الأعمال جيد و38 في المائة يصفونه بأنه متوسط و11 في المائة يرون أنه ضعيف، خلال الفصل الثاني من السنة الجارية. وأشار 86 في المائة من رؤساء المقاولات إلى أن ظروف التزود كانت عادية خلال الفصل الثاني، بينما اعتبر 6 في المائة أنهم وجدوا صعوبات في التزود و 8 في المائة رأوا أن الأمر كان سهلا. وقدر رؤساء المقاولات أن مخزون المواد الأولية التي تتوفر عليها المقاولات، كان عاديا، غير أن هاته الوضعية، تخفي تباينات حسب القطاعات، حيث كان المخزون متجاوزا للمستوى العادي في الصناعات الكهربائية والإلكترونية والصناعات الميكانيكية والحديدية، بينما اعتبر المخزون دون المستوى العادي في القطاعات الأخرى. وأكدت المقاولات أن تكلفة الإنتاج، ارتفعت في الفصل الثاني من السنة الجارية، حيث هم ذلك جميع فروع الإنتاج الصناعي، و يأتي ضغط التكاليف على الإنتاج، من ارتفاع سعر المواد الأولية، خارج الطاقة، والأجور، حيث اعتبر هذان المكونان المصدر الرئيسي لزيادة تكاليف الإنتاج في مختلف الفروع، باستثناء الصناعات الميكانيكية والحديدية التي تشير إلى ضغط التكاليف المالية و تكاليف المواد الأولية على تكاليف الإنتاج. وصرحت 59 في المائة من المقاولات بأن وضعية ماليتها كانت عادية في الفصل الثاني من السنة الجارية، بينما اعتبرتها 39 في المائة من المقاولات دون المستوى العادي و 3 في المائة فوق المستوى العادي، و قد تأثرت مالية المقاولات أساسا بالضرائب و صعوبات التحصيل و التحملات غير المالية. هاته الأخيرة تجلت أكثر في الصناعات الكيماوية و شبه الكيماوية، بينما شددت الفروع الأخرى على صعوبات التحصيل. وأفادت المقاولات المستجوبة بأن نفقات الاستثمار ارتفعت في الفصل الثاني، وتتوقع أن ترتفع استثماراتها على المدى القصير، وهو ما تترقب تأمينه عبر التمويل الذاتي ب 45 في المائة من مبلغ الاستثمار، متبوعا بالقرض البنكي و القرض الإيجاري ب 27 في المائة لكل واحد منهما، بينما لا يتدخل رفع رأس المال سوى بنسبة 1 في المائة. و تجلى من نتائج التحقيق أن الولوج للتمويل كان عاديا بالنسبة ل 67 في المائة من المقاولات و صعبا في نظر 27 في المائة منها و سهلا بالنسبة ل3 في المائة من المقاولات فقط، واعتبرت تلك المقاولات أن تكلفة القرض ارتفعت خلال الفصل الثاني من السنة الجارية. وبالنسبة لعدد العاملين في الصناعة، أكد رؤساء المقاولات أنه ارتفع خلال الفصل الثاني من السنة الجارية، مقارنة بالفصل الذي سبقه، وأشارت 92 في المائة من المقاولات المستجوبة إلى أن المناخ الاجتماعي تميز بالهدوء، بينما صرحت 8 في المائة من المقاولات بأنه كان متوترا، خاصة في صناعات النسيج والألبسة والصناعات الميكانيكية والحديدية.