يواصل موزعو بريد المغرب بمركز الرباطالمدينة رفضهم مباشرة مهامهم منذ بداية الأسبوع الجاري، احتجاجا على قرار نقلهم من المركز الحالي، الواقع بشارع محمد الخامس بالعاصمة، إلى مقر آخر يرون أنه لا تتوفر فيه الشروط الضرورية للعمل، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على عملية توزيع الرسائل في هذه الفترة المهمة من السنة بالنسبة للطلبة والراغبين في اجتياز مباريات التوظيف. وأدى تعثر سير العمل داخل مركز البريد بالرباطالمدينة، بسبب احتجاج 70 في المائة من سعاة البريد التابعين له، إلى الإضرار بعمليات توزيع الطرود، والرسائل على وجه الخصوص، في كل من أحياء الرباط حسان وديور الجامع والمحيط وأكدال والأوداية، فضلا عن مركز المدينة. يحدث ذلك في وقت ينتظر المواطنون الراغبون في اجتياز مباريات ولوج عدد من المعاهد والمدارس الخاصة وصول الرد على طلباتهم. كما ستشهد الأيام القليلة المقبلة اجتياز مباريات الأمن الوطني، والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، ومؤسسة التعاون الوطني، وغيرها من المؤسسات، حسب ما أفاد به نور الدين سليك، الكاتب العام للجامعة الوطنية للبريد والاتصالات، في اتصال مع «المساء». وأضاف أن استمرار هذا المشكل، وعدم إيجاد حل سريع وتوافقي بين الموزعين والإدارة، سيخلف لا محالة مشاكل اجتماعية، على حد قوله. من جهة أخرى، وأثناء لقاء جمع بينهم وبين العربي العماري، المدير الجهوي للأنشطة البريدية الرباط-طنجة، صباح أمس الخميس، من أجل مناقشة مشكل المقر الجديد الواقع بديور الجامع، احتج موزعو البريد على استمرار إدارة المركز في نقل أدوات عمل الموزعين إلى هذا المقر، رغم أنها لم تتوصل بعد برد من مندوبية التشغيل في هذا الشأن. وكانت الإدارة قد بعثت يوم الثلاثاء الماضي برسالة إلى المندوب الجهوي للتشغيل تطلب منه معاينة المركز وإبداء رأيه فيه، وهي خطوة رحب بها موزعو البريد، قبل أن يفاجؤوا باستمرار إدارة المركز الرباطالمدينة في نقل أدوات العمل إلى المقر موضوع النزاع. ويشتكي موزعو البريد من عدم توفر المقر على شروط السلامة الضرورية للعمل، فهو عبارة عن مرأب بعمارة سكنية قامت الإدارة باستئجاره من مالكه بمبلغ 50 ألف درهم شهريا، حسب ما أفاد به ل«المساء» العماري عبد الله، عضو الكتابة التنفيذية للجامعة للبريد والاتصالات. كما تغيب منافذ الإغاثة وغياب الأمن أثناء تفريغ الطرود والرسائل من الشاحنات، وعدم تخصيص موقع مؤمن لوضع الدراجات النارية، وغيرها من النواقص، التي دفعت بموزعي البريد إلى الاعتصام داخل مركز الرباطالمدينة صباح يوم الاثنين المنصرم.