سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنقيلات وطرد واختفاء في صفوف عمال مناجم «بوازار» في ضواحي وارززات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تتهم الجهات الوصية بالتواطؤ مع الشركات المستغلة للمناجم
تعيش «مناجم بوازار»، الغنية بمعدن «الكوبالت»، والمتواجدة في ضواحي مدينة وارززات، في الآونة الأخيرة على صفيح ساخن، بعد أن قرر عمال المناجم، البالغ عددهم أزيد من 1600 عامل، الانضمام إلى مكتب نقابي جديد تابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الشيء الذي عرّض عددا منهم ل»الطرد التعسفي والتنقيلات العشوائية بدون أي مبرر». وقال عمر أبوهو، الكاتب المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل، في اتصال هاتفي مع «المساء»، إنه تم تنقيل حوالي 58 عاملا من «مناجم بوازار» بحجة أن المحطات التي يشتغلون فيها قد أغلقت وأن هناك فائضا في عدد العمال، وأضاف أنهم جلسوا على طاولة الحوار مع الذين تم تنقيلهم فصرحوا بأنهم لم يكونوا عمالا في المحطات التي تدّعي الشركة المشغلة إقفال بعض منها، ولم يسبق لهم أن اشتغلوا فيها. وأضاف أبوهو أن العديد من العمال تم طردهم من العمل، فيما تلقى آخرون تهديدات ومساومات مالية تستهدف منعهم من الانضمام إلى الكونفدرالية الديمقراطية للشغل. واتهم أبوهو إدارة الطاقة والمعادن وجهات أخرى ب«التواطؤ» مع الشركات المشغلة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك العديد من الخروقات التي يعرفها المنجم تغاضت عنها الجهات المعنية، وعلى رأس هذه الخروقات فوضى في العمل وعدم تعميم التغطية الصحية والتأمين عن الحوادث والاشتغال بعقود محددة. واعتبر المصدر ذاته أن كل ما تقوم به الشركة المشغلة هو ردة فعل لمحاربة المكتب النقابي، الذي قال عنه إنه يشكل خطرا عليها، لأنه سيطالب بعدد من الحقوق التي يجب أن يتمتع بها العمال. وذكّر بأن تأسيس مكتب نقابي تابع للكونفدرالية الديمقراطية للشغل كان قد رأى النور في سنة 2007، وقد لقي نفس المصير وباءت التجربة بالفشل، بسبب «لوبيات» تضغط على العمال وتعرضهم لمساومات مادية بلغت قيمتها 70 ألف درهم استفاد منها البعض وغادروا العمل. واستنادا إلى تصريحات متطابقة أدلى بها عدد من العمال في المنطقة ل«المساء»، فإن حوالي خمسة عمال من النقابة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل «اختفوا» بشكل مفاجئ دون سابق إنذار، وتقول أنباء إنهم تلقوا تعويضات مادية وغادروا العمل بصفة نهائية، بعد تعرضهم لتهديدات من قِبَل المشغلين. وفي اتصال ل»المساء» مع إدارة الطاقة والمعادن في وارززات لمعرفة تفاصيل ما يجري في «مناجم بوازار»، اكتفت المكلفة بالكتابة بالقول إن مفتش الشغل في المديرية أخبرها أن الشركة هي المسؤولة. من جهته، نفى مدير شركة «بوازار»، في اتصال هاتفي مع «المساء»، التهم المنسوبة إليه وأكد أن المكتب النقابي لم يؤسس إلا بعد «الفوضى» التي قام بها العمال، مصرحا بأنه قام بتنقيل حوالي 23 عاملا بحجة أنهم يعرقلون العمل، وأضاف أنه يشغل حوالي 1600 عامل، 248 منهم فقط تم ترسيمهم. إلى ذلك، قرر مكتب الاتحاد المحلي، اليوم، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية الطاقة والمعادن في وارززات، تضامنا مع العمال واحتجاجا على ما أسماه «تواطؤ مدير ومفتش الشغل في مديرية الطاقة والمعادن مع الشركات المشغلة والمستغلة ل»مناجم بوازار».