علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أن مبلغ الاختلاسات التي سُجِّلت في ميزانية قسم المحاسبة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في الأسابيع الأخيرة فقط، وصل إلى أكثر من 30 مليون سنتيم، بعدما كان قد أُعلِن في السابق عن 11 مليون سنتيم. وذكر المصدر أن المبلغ سالف الذكر عبارة عن تحويلات مالية قام بها مسؤول في قسم الحسابات لحسابه الثاني، «غير المعلن»، لإدارة الشركة الوطنية. وأضاف المصدر أنه من المنتظر أن يجتمع المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، محمد عياد، مع المدير المركزي المالي والإداري، محمد الحضوري، لاستفساره عن الحيثيات القانونية والمسطرية التي أحاطت بعملية «الاختلاس» واستفساره عن عدم قيامه بعملية التدقيق في مالية قسم الحسابات. ولم يستبعد المصدر أن يرتفع المبلغ «المختلَس»، بالتزامن مع صدور تعليمات بالتدقيق في الحسابات، لاسيما ما يرتبط بالملفات التي أشرف عليها المسؤول. وفي ارتباط بعملية الاختلاس، التي تقدمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بشكاية بخصوصها، كشف مصدر مطّلع تفاصيل جديدة عن كيفية اكتشاف عملية الاختلاس، بعدما أشار إلى أن مسؤولا في قسم الحسابات استغل غياب المسؤول المتهم للتدقيق في كل الملفات التي تخضع للحسابات، واكتشف بعدها تحويلات قام بها المسؤول لحسابه الخاص، رغم أن أصحابها معروفون، وأكد المصدر أن المسؤول المتهم يعمد -بعد مدة قصيرة- إلى القيام بتحويل المبلغ، مرة أخرى، إلى أصحاب الحقوق الحقيقيين. وبحكم أن رئيسه (المتهم) يقضي فترة راحة وبحكم غياب المدير المالي والإداري (محمد الحضوري)، لم يتردد المسؤول الثاني في رفع التقرير إلى المدير العام محمد عياد (الآمر بالصرف) الذي فعّل آلية القانون وقرر توقيف المسؤول المتهم إلى حين بت القضاء في القضية.