تواصلت التحقيقات وتواصلت معها ردود الأفعال، فبعدما وجّه المحققون تحقيقاتهم صوب المعلّم المتحدر من منطقة البرنوصي في مدينة الدارالبيضاء، والذي وُجدت جثته ضمن جثت الضحايا ال16 لمقهى «أركانة»، والقيام بتفتيش منزله والتحقق من هويته والتوصل إلى معلومات دقيقة حوله، تأكد لدى المحققون المعلم «م. أ.»، المزداد سنة 1956 في الحي المحمدي، ضحية وليس متهما، بالقيام بالتفجير الذي أودى بحياة 17 قتيلا وأسفر عن جرح 24 مواطنا، بين مغاربة وأجانب. وهكذا توجّهت التحقيقات نحو فضاءات أخرى من أجل تحديد هوية مفجر «أركانة». حركة 20 فبراير تدين التفجيرات وتخرج في مسيرات في تلك الأثناء، أدانت حركة 20 فبراير في مراكش، وبشدة، العمل الإجرامي الشنيع، الذي تمثل في التفجير المُدبَّر لمقهى «أركانة» وسط ساحة «جامع الفنا»، الشهيرة، وخلّف سقوط العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى، أغلبهم أجانب. وقد طالبت الحركة، في بيان لها، ب«فتح تحقيق قضائي نزيه للكشف عن الحقيقة الكاملة وراء الحدث الدموي»، وحذرت الحركة «من مغبة استغلال هذا الحدث المأساوي للمس بالحريات وحقوق الإنسان، وفي مقدمتها الحق في التظاهر السلمي»، معتبرة أن هذا الحدث الإجرامي كان يستهدف حق الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية، ويسعى إلى كبح مسيرة التغيير في مواجهة الاستبداد والتسلط». وأعلنت الحركة، وفق البيان ذاته، عن تشبثها بمطالبها العادلة والمشروعة وعن استمرارها في مسيرتها النضالية حتى تحقيق أهدافها. كما أعلنت عن الدخول في سلسلة من المبادرات النضالية لمواجهة تداعيات هذا العمل الإجرامي، من خلال تنظيم حملة للتبرع بالدم يوم الجمعة، 29 أبريل 2011، في مستشفى «ابن طفيل» وتنفيذ وقفة في اليوم نفسه أمام مقهى «أركانة» في ساحة «جامع الفنا»، وكذا الخروج في مسيرة وطنية يوم 8 ماي 2011 من أجل الحرية والديمقراطية. هيلاري كلينتون تستعمل أقوى العبارات في ردود الفعل الدولية التي استمرت طيلة أسبوع التفجيرات، أدان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، التفجيرات التي ضربت مدينة مراكش، معربا عن «سخطه» عن للاعتداء، قبل أن يقول إن «أي هدف سياسي ليس مبررا في مثل هذه الأعمال الشنيعة»، وهي الإدانة التي حملها بيان مجلس الأمن ب«أشد العبارات» تجاه اعتداء مراكش. كما أعربت الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن عن تضامنها العميق وعن تعازيها الحارة لضحايا هذا الاعتداء الشنيع»، مجددة التأكيد أن «الإرهاب، وبأي شكل، كان وما يزال أحد التهديدات الأكثر خطورة على السلام والأمن الدوليين». من جهتها، عبّرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، في بيان لها ضمنّته «أقوى عبارات» الإدانة للحادث الإرهابي الذي هزّ المقهى وتسبب في قتل وجرح أشخاص أبرياء. وعبّرت المسؤولة الدبلوماسية الأمريكية عن تقدم تعازيها الصادقة لضحايا هذا الاعتداء الجبان، مؤكدة «وقوفنا إلى جانب الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة». وأكدت المتحدثة أن «الأعمال الإرهابية لا يجب التسامح معها في أي ظرف». وأعلنت الوزيرة أن الولاياتالمتحدة تقدم دعمها الكامل للحكومة المغربية في البحث عن المسؤولين عن هذا الاعتداء من أجل تقديمهم للعدالة. الجزائر وقطر وألمانيا تستنكر عبّر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيل، بدوره، عن صدمته إزاء «الاعتداء الجبان والمشين»، الذي استهدف مقهى «أركانة» في مراكش، مؤكدا أنه «لن ينال، بأي حال من الأحوال، من مسلسل الإصلاح الذي انخرط فيه المغرب». وأعرب فيسترفيل، في بيان، عن صدمته إزاء هذا الحادث الإرهابي، قبل أن يضيف قائلا: «نتوجه، في هذه اللحظات العصيبة، بالتعازي إلى أقارب وأصدقاء الضحايا، كما نعرب عن متمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى». وأضاف رئيس الدبلوماسية الألماني، حسب البيان ذاته «نعرب عن صدمتنا إزاء المعلومات المتواترة، التي تشير إلى أن الأمر يتعلق بعمل إجرامي، وهو ما نُدينه بكل قوة كعمل جبان ومشين». كما أعربت دولة قطر عن استنكارها التفجير الإجرامي، الذي استهدف مقهى «أركانة» في ساحة جامع «الفنا»، وعبّر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية عن تعازي دولة قطر ومواساتها أُسَرَ الضحايا والمصابين وتضامنها مع المملكة المغربية الشقيقة، منددا بهذا الاعتداء «باعتباره عملا يتنافى مع التعاليم الدينية والقيّم الإنسانية والأخلاقية». أما العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس فقد بعث برقية تعزية إلى الملك محمد السادس، أدان فيها بشدة، الاعتداء الإرهابي. وعبّر فيها عن أحرّ تعازيه للملك وللشعب المغربيين وعن أصدق مواساته لعائلات الضحايا الذين سقطوا في هذا الاعتداء الإرهابي، مضيفا أنه «في هذه اللحظات العصيبة فإن الحكومة والشعب الإسبانيين وكذا العائلة الملكية يشعرون أنهم أقربُ، من أي وقت مضى، إلى جلالتكم وإلى الشعب المغربي العزيز». وخرجت الجزائر، هي الأخرى، لتُدين تفجيرات «أركانة». وقد جاء ذلك جاء على لسان الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية، الذي قال إن «مثل هذا العمل الدنيء لا يمكن إلا أن يثير إدانة قطعية». وأوضح المسؤول أنه «في هذه الظروف المأساوية، نتقدم بتعازينا الخالصة لسلطات وشعب المغرب الشقيق ونُعبّر عن تعاطفنا ومواساتنا لعائلات الضحايا».