كشفت مصادر رسمية من مجلس مدينة آسفي أن حركة غير عادية تشهدها حاليا أحياء عين تاكابروت وإجنان وسيدي بوزيد على مستوى تزايد نشاط البناء العشوائي، مضيفة أن أعوان السلطة المحلية خفضوا هذه الأيام تعريفة الرشاوى المخصصة لكل مواطن يرغب في بناء منزل بدون رخصة بناء أو تصاميم هندسية وبدون حتى أن تصدر في حقه قرارات إدارية بالهدم وبالمتابعة القضائية كما تقضي المساطر القانونية. وأشارت مصادرنا أن مبلغ 8 آلاف درهم هو المعتمد حاليا في كل من أحياء تاكابروت وإجنان وسيدي بوزيد وشنقيط، وأن مصالح التعمير في بلدية آسفي ضبطت في أسبوع واحد عبر جرد ميداني مصحوب بصور بالأقمار الصناعية بناء 162 منزلا عشوائيا دفعة واحدة خلال أسبوع واحد فقط، مما يرفع مجموع الرشاوى المتحصلة عن هذه العملية إلى قرابة 130 مليون سنتيم. وقال سمير كًودار، نائب رئيس مجلس مدينة آسفي المفوض في شؤون التعمير، إن ظاهرة غير مسبوقة في عمليات البناء العشوائي تشهدها حاليا أحياء آسفي الشمالية على مستوى الدائرة الأولى والمقاطعة الحضرية الرابعة، مضيفا أن عددا كبيرا من المواطنين دفعوا رشاوى لبناء منازلهم بطرق عشوائية، وأن عددا منهم «يتسلحون» بقنينات بنزين في حالة ما زارتهم لجان المراقبة التابعة لمصالح التعمير في البلدية ويهددون بإحراق أنفسهم أمام الملأ، وهو معطى جديد لم نكن نواجهه في السابق، على حد قوله. وأشار كًودار إلى أن هناك تنسيقا بين من يسعون إلى بناء منازل عشوائية وبين الجهات التي تتحصل من المواطنين رشاوى مقابل غض الطرف، مشيرا إلى أنه من غير العادي على الإطلاق أن يتفق مئات المواطنين على تهديد منتخبي وتقنيي مصالح التعمير بالبلدية بإحراق أنفسهم في حالة تنفيذ مساطر القانون المتعلقة بمحاربة البناء العشوائي، قبل أن يضيف بقوله: «المواطنون يصرخون في وجوهنا بأنهم دفعوا رشاوى من أجل بناء منازل عشوائية فكيف نأتي اليوم لنسجل مخالفات إدارية في حقهم»، بحسب تعبير نائب رئيس مجلس مدينة آسفي.