عاش قسم المستعجلات في المستشفى الإقليمي في الجديدة، عشية أول أمس الثلاثاء، حالة استنفار كبيرة وهو يستقبل قرابة 30 طفلا وطفلة وثلاثة مؤطرين إثر إصابتهم بحالة تسمم جماعي أثناء تناولهم وجبة غذاء في المخيم الصيفي، التابع للجمعية الوطنية للتربية والثقافة -فرع مراكش، والمتواجد بمدرسة التريعي مختلطة في مدينة الجديدة، والذي يضم حوالي 200 شخص يتحدرون من مناطق مراكش وقلعة السراغنة والعطاوية، تتراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة. وحسب المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، فإن الأطفال والمؤطرين تناولوا «الكفتة» و«الفرماج»، لكنْ بعد دقائق، شعر جميع من تناولوا الوجبة برغبة في التقيؤ وأصابهم دوار حاد وصل حد تسجيل إغماءات في بعض الحالات، إضافة إلى شعورهم بمغص حاد في البطن. وبعد التأكد من حالاتهم، اتضح أن الأمر يتعلق بحالة تسمم جماعي، ليتم نقل 20 طفلا و8 طفلات، على وجه السرعة، إلى قسم المستعجلات في المستشفى الإقليمي في الجديدة لتلقي العلاجات الضرورية. وفي اتصال ل«المساء»، أكد مصدر طبي مسؤول في المستشفى الإقليمي في الجديدة أن 28 حالة قد تعرضت، بالفعل، لتسمم جماعي، إضافة إلى بعض المؤطرين، منهم من قال إنه تناول شربة «الحريرة» ومادة «الفروماج» ومنهم من قال إنه تناول مادة «الكفتة»، مؤكدا أن أغلب الحالات غادرت المستشفى مباشرة بعد تلقيها العلاجات الضرورية. كما أن بعض الأطفال الذين كانوا يشعرون بمغص حائد في البطن والإسهال غادروا، هم أيضا، المستشفى عشية نفس اليوم، بعد تحسن حالتهم الصحية. يذكر أن فصل الصيف في مدينة الجديدة يعرف استقبال أعداد هائلة من المواطنين من مختلف المدن، لاسيما من البيضاءومراكش. وبالموازاة مع توافد هذه الأعداد الكبيرة من المصطافين، تزدهر ظاهرة بيع السندويتشات والأكلات الجاهزة في الشوارع العامة وفي أزقة الأحياء الشعبية التي تستقبل زوار مدينة الجديدة. كما يتحول «شارع بوشريط» و«ساحة البرانس» والحديقة المقابلة للحي البرتغالي إلى مقرات لبائعي هذه الأكلات الخفيفة. لكن السؤال الذي يبقى مطروحا لدى أغلب زوار المدينة هو مدى احترام أصحاب هذه الحرف لشروط السلامة والصحة؟ وهل يخضع ممتهنو هذه الحرف لمراقبة اللجن الصحية المختصة؟ خاصة أن عددا من هؤلاء الباعة المتجولين يمتهنون هذه الحرفة بشكل موسمي وعشوائي لا يرقى إلى مستوى ما تطمح إليه مدينة من حجم الجديدة، يحاول مسؤولوها منافسة أكبر المدن السياحية في المغرب. ورغم المبادرات الزجرية التي تقوم بها لجن حفظ الصحة في المدينة من حين إلى آخر، فإن ذلك يبقى -في نظر المتتبعين للشأن المحلي- مبادرات معزولة ومحدودة بالنظر إلى الفوضى التي يعرفها هذا المجال في مدينة سياحية كالجديدة.