علمت «المساء» أن عناصر الضابطة القضائية في تيفلت، استمعت إلى ستة سجناء بالسجن المحلي لتيفلت، متورطين في قضية ضبط كمية من المخدرات بالمؤسسة السجنية، من بينهم ثلاثة نزلاء أقدموا على الانتحار، وتم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى المحلي للمدينة. ولخطورة الأمر، تم نقلهم مباشرة بعد ذلك إلى مستشفى ابن سينا بالرباط. وأكدت مصادر متطابقة، أن النزلاء الثلاثة تلقى اثنان منهم الإسعافات الضرورية ويوجدان في وضعية مستقرة في حين لازال أحدهم في وضعية خطيرة وحرجة. وأوضحت نفس المصادر، المتتبعة لهذا الملف الذي طفا على السطح, خلال الأيام القليلة الماضية, والمتعلق بتسريب كمية من مخدر الشيرا إلى السجن المحلي في مدينة تيفلت، أن أسباب محاولة الانتحار التي أقدم عليها السجناء، تعود حسب إفاداتهم لعناصر الضابطة القضائية، إلى سوء المعاملة والتهديدات المتواصلة التي يتلقوها من قبل أحد الموظفين. هذا الأخير، حسب إفاداتهم، كان موضوع مجموعة من الشكايات من طرف النزلاء، تم توجيهها إلى مدير المؤسسة السجنية السابق، وأن محاولة الانتحار، كانت بابتلاع السجناء ذاتهم بطاريات خاصة بالمذياع ومجموعة من الأسلاك والمسامير, احتجاجا على سوء المعاملة و«الحكرة» التي يحسون بها من طرف نفس الموظف الذي تمادى في تصرفاته غير القانونية. وأكدت نفس المصادر أن الإجراءات المسطرية المنجزة من طرف نفس العناصر الأمنية بالمدينة وجهت إلى وكيل الملك بابتدائية الخميسات في انتظار إعطاء تعليمات جديدة في الموضوع. وأفاد نفس النزلاء بأن الموظف المذكور، يقوم أثناء مداومته بتفتيشات غير قانونية في ساعات متأخرة من الليل وبمفرده، مضيفين أن هذه العملية «التفتيش» خرق للقانون الداخلي للمؤسسة السجنية، وأن محاولة تلفيق تهمة ترويج المخدرات إليهم داخل السجن والعثور على كمية 20 غراما التي تم حجزها وإحالتها على إدارة الجمارك بمدينة مكناس، هي بفعل فاعل، هدفه توريطهم في القضية ومحاولة الانتقام منهم، بعدما وجهوا العديد من الشكايات إلى المسؤولين وقاموا بتبليغ أسرهم أثناء زياراتهم لهم، بأنهم يعيشون «كابوسا» حقيقيا في ظل تعنت الموظف الذي أصبح همه الوحيد الزج بالنزلاء في متاهات هم بعيدون كل البعد عنها، رغم الإجراءات التي تقوم بها الإدارة المكلفة بالسجون المغربية، بغرض إدماجهم ومساعدتهم على قضاء المدد الحبسية في ظروف حسنة، حسب قول المصادر.