قبضت الشرطة الأمريكية، الخميس الماضي، على شخص يعتقد أنه المسؤول عن سرقة لوحة تزيد قيمتها على 200 ألف دولار، وتعود للفنان العالمي بابلو بيكاسو، من معرض وينستاين في سان فرانسيسكو، في عملية جرت بمنتهى البساطة، ولم يحتج خلالها المنفذ إلى خطط معقدة. وقالت الشرطة إن المشتبه به هو مارك لوغو، 30 سنة، وقد أوقف في كاليفورنيا، وحددت المحكمة كفالته في خمسة ملايين دولار. وحسب بيان الشرطة، فإن لوغو دخل إلى المعرض قبل ظهر الثلاثاء، وقام ببساطة برفع اللوحة من على الحائط، وسار بها إلى الخارج حيث كانت تنتظره سيارة أجرة. واستعانت الشرطة بكاميرات مراقبة لمطعم يقع مقابل المعرض، وأظهرت الصور لوغو وهو يسير بهدوء في الشارع، وهو يحمل شيئاً - يعتقد أنه اللوحة المسروقة - تحت ذراعه. وبالنسبة إلى اللوحة المسروقة، فهي مرسومة بقلم رصاص على ورقة، وتحمل اسم «رأس امرأة» ويعتقد أن بيكاسو رسمها عام 1965، وتصل قيمتها إلى 200 ألف دولار على أقل تقدير. من جانبه، قال رونالد وينستاين، مالك المعرض الذي تعرض للسرقة، إن الإجراءات الأمنية التي يتبعها ليست مشددة، وذلك بهدف السماح للجمهور العادي بالاطلاع على الأعمال الفنية الأصلية، ولكنه أشار إلى أن الحادث سيدفعه إلى تشديد الأمن مستقبلاً. وظهرت مؤخراً المئات من أعمال الرسام الشهير، بابلو بيكاسو، غير المعروفة، إثر محاولة عامل كهرباء متقاعد طلب إثبات صحة اللوحات من ورثة الفنان الراحل. وفي مفارقة غريبة، وجد العامل ويدعى، بير لوجينيك، 71 عاماً، من جنوبفرنسا، نفسه في وسط دعوى قضائية أقامها نجل الرسام، كلود بيكاسو، وخمسة من ورثته، بدعوى أن الأعمال الفنية مسروقة. وكان لوجنيك قد كشف عن المقتنيات التي في حوزته وتشمل لوحات تكعيبية ودفاتر ولوحات مائية وغيرها ويبلغ عددها 271 قطعة، في يناير عندما اتصل بورثة الفنان طالباً إثبات صحتها. وأرفق العامل المتقاعد في رسالته، عبر البريد الإلكتروني، 26 صورة للوحات غير معروفة للرسام، كما أرفق صور مجموعة أخرى من الأعمال برسالتين في مارس وأبريل ، قبيل أن يحمل المجموعة بأكملها والسفر بها إلى «إدارة بيكاسو» في باريس لتأكيد صحتها. وأكدت «إدارة بيكاسو» وعائلته أن المجموعة أصلية ومن اللوحات التي لم يكشف عنها من قبل للفنان. وأقام أوصياء تركة بيكاسو دعوى قضائية ضد لوجينيك، في 23 شتنبرالماضي بدعوى أنه حصل على المقتنيات الفنية بطريقة غير قانونية. وقال كريستين بيني، من «إدارة بيكاسو» إن من الأسباب التي دعت الورثة إلى إقامة الدعوى هو فشل لوجينيك في تقديم تفسير مقبول بشأن كيفية حصوله على المقتنيات الفنية. وبدوره، قال جان جاك نير، محامي عائلة بيكاسو للتلفزيون الفرنسي: «نحن نتحدث عن عدد كبير من الأعمال الفنية، وليس من المعقول أن يقدم بيكاسو 271 من أعماله، فليست هناك مستندات تثبت أن هذا الرجل صديق مقرب من بيكاسو.. الأمر ببساطة غير معقول.» هذا وقد ذكرت الصحيفة الفرنسية أن لوجينيك، اشتغل كعامل كهرباء لدى الفنان الإسباني في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته قبل وفاته عام 1973، علماً أن فترة رسم اللوحات تعود إلى الفترة ما بين 1900 و1932.