أغضب «تحريك» الاحتجاجات التي شهدتها المدينة العتيقة والأحياء الشعبية المجاورة لها على خلفية تراكم الأزبال والنفايات بهذه الأحياء والي الجهة محمد غرابي. وقالت المصادر إن «الصراعات السياسية» العنيفة التي تندلع بين الفينة والأخرى بين كل من حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة كانت وراء «تأجيج» هذه الاحتجاجات التي رفع فيها المتظاهرون شعارات منتقدة لوالي الجهة. واستغربت المصادر التي تحدثت ل«المساء» من «تحريك» الاحتجاجات في اتجاه مقر ولاية الجهة، عوض المجلس الجماعي الذي يتحمل مسؤولية تدبير ملف النفايات طبقا لما هو مسند للجماعات المحلية من اختصاصات. وكان بعض القياديين في حزب الأصالة والمعاصرة يتابعون «مشاهد» هذه الاحتجاجات طيلة صباح يوم الثلاثاء، «عن قرب». وتحدثت المصادر على أن أعضاء من هذا الحزب يقفون وراء «تأييد» هذه الاحتجاجات التي تشهدها المدينة القديمة ل«إضعاف» غريمهم الاستقلالي العمدة شباط. وحاولت السلطات المحلية، طبقا للمصادر نفسها، أن تحل مشكل تراكم النفايات منذ بداية هذه الأزمة. وقرر والي الجهة محمد غرابي عقد عدة جلسات عمل من أجل تدارس هذا المشكل في مكتبه، استدعى لها ممثلين عن شركة النظافة وممثلين عن الساكنة، ومنتخبين جماعيين، لكن «الصراعات» الحزبية، تضيف المصادر، انتصرت على «لغة العقل». وأدى «تأجج» هذه الاحتجاجات التي سجل فيها حزب الأصالة والمعاصرة «انتصارات» من شأنها أن تعيد له بعضا من بريقه بعدما حلت هياكله على مستوى الجهة من قبل قيادته، إلى الإعلان عن عقد دورة استثنائية للمجلس من طرف عمدة فاس لتدارس هذا المشكل، وذلك في محاولة من الاستقلاليين لرد «هجوم» الأصالة والمعاصرة. وعادة ما ترفع حركة 20 فبراير إبان خروجها إلى الشارع للاحتجاج شعارات راديكالية معارضة، منها شعارات مناهضة لوالي الجهة، محمد غرابي، لكن المصادر التي تحدثت إلى «المساء» أوردت بأن هذه الشعارات التي ترفع من قبل بعض الأطراف في الحركة تقف وراءها جهات سياسية معروفة بأفكارها الراديكالية، في إشارة إلى كل من جماعة العدل والإحسان وحزب النهج الديمقراطي. وقالت المصادر إن الجواب الصحيح على مثل هذه الشعارات يوجد في ما أسمته المصادر بالمشاريع التي تنجز في المدينة وأطرافها، وفي البنيات التحتية التي يتم تهييئها...