سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان «أصوات نسائية» بتطوان يستضيف نانسي عجرم والإسلاميون يطالبون بإلغائه الفنانة اللبنانية «اشترطت» على المنظمين أن يكون لها مرحاض متنقل وغموض يلف أجرها
ينتظر أن تحل الفنانة اللبنانية نانسي عجرم بتطوان للمشاركة في السهرة الختامية لمهرجان «أصوات نسائية»، يوم غد السبت. ورفضت سميرة القاسمي، مديرة المهرجان، في تصريح ل«المساء»، الكشف عن الأجر الذي ستتقاضاه الفنانة نانسي عجرم، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن جمعية «أصوات نسائية» ما زالت لم تتوصل بمنحة 200 مليون التي تخصصها الجماعة الحضرية لهذا المهرجان، فيما توقعت بعض المصادر أن يتجاوز أجر عجرم 70 مليون سنتيم. كما تسربت أنباء أخرى تفيد أن الفنانة، المعروفة بطريقتها الخاصة في الرقص والغناء، اشترطت على منظمي المهرجان أن يخصصوا لها مرحاضا متنقلا، غير أن هذا الخبر لم يؤكده أي مصدر رسمي من الجهة المنظمة. وقد أعربت منظمة التجديد الطلابي في المدينة، المحسوبة على إسلاميي العدالة والتنمية والتوحيد والإصلاح، عن رفضها التام تنظيم هذا المهرجان، بعد أن استضاف نانسي عجرم. وذكرت المنظمة، في بلاغ وزعته أمس في شوارع المدينة، أن «الجهات التي تقف وراء «مهرجان أصوات نسائية» تريد «الرقص» على جراح هذا الشعب الفقير، مضيفة أن هذا المهرجان مرفوض شعبيا ويوجد خارج التاريخ، مما يفرض التعجيل بإلغائه، لكونه عنوانا للاستبداد الثقافي والأخلاقي والمالي». وأشار بلاغ المنظمة إلى «أنه من الواجب تحويل الملايير المرصودة له لحل المشاكل الاجتماعية الحقيقية لساكنة تطوان، خصوصا، وللشعب المغربي، عامة». وودعت المنظمة، في بلاغها، «كل الشرفاء والمناضلين للتجند من أجل إلغاء هذا المهرجان المشبوه»، محملة المسؤولية للسلطات، في ظل تعنت الأخيرة ومحاولة تغريب الثقافة المغربية، كما أعلنت المنظمة عن رفضها ما وصفته بسياسة تبذير المال العام في مهرجانات لا تمُتّ للهوية المغربية بصلة. وأكد بلال كريكش، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلاب، في اتصال مع «المساء»، أنهم في المنظمة يرفضون مثل هذه المهرجانات التي تستضيف مثل هؤلاء الفنانات، حتى لو كانت الجماعة الحضرية يسيرها حزب العدالة والتنمية أو أي حزب آخر. وبالموازاة مع ذلك، ارتفعت عدة أصوات فنية مغربية تثير ظاهرة مشاركة المغنين العرب في المهرجانات المغربية، معلنة مخاوفها من تهميش الفنانين المحليين، حيث صرح بعضهم لقناة تلفزيونية عربية أنهم «من حيث المبدأ يرحبون بالمطربين العرب من زوار المغرب»، لكنهم ضد أن يؤدي هذا الإقبال الكثيف على المهرجانات الغنائية في البلاد من طرفهم إلى تهميش المغنين المغاربة، معتبرين أن هذا الوضع يفضي، أحيانا كثيرة، إلى مساس بالحقوق المادية والمعنوية للفنان المغربي، نظرا إلى أن إقصاءهم من المشاركة في هذه المناسبات والمهرجانات يخلق لديهم نوعا من الشعور بالاغتراب الفني والذاتي في بلادهم. وأعرب عن نفس التضايق «الائتلاف المغربي للثقافة والفنون»، الذي يطالب بسن قانون ينظم استقبال الفنانين الأجانب بهدف ضبط وتقنين هذا المجال الشاسع، حتى لا يظل عرضة للعديد من الاختلالات الفنية والمادية، التي تؤثر سلبا على القطاع الثقافي والفني والاقتصادي للبلاد». وقد انطلقت، مساء يوم أمس، فعاليات مهرجان «أصوات نسائية»، في دورته الثالثة، والذي سيستمر إلى يوم غد السبت، حيث ستقدم المغنية الفرنسية ناتاشا أطلس عرضا غنائيا، سيتبع بعرضين آخرين لكل من المغربيتين فتيحة أمين وحياة الإدريسي، فيما سيختتم المهرجان بسهرة غنائية للمغنية اللبنانية نانسي عجرم والأندلسية ماريا روسا غارسيا، المعروفة فنيا ب«نينيا باستوري». من جهته، أفاد مصدر من مكتب جمعية «أصوات نسائية» أن دورة هذه السنة اختارت لها شعار «الفن والثقافة من أجل التنمية المستدامة»، مضيفا أنها ستعرف مشاركة العديد من الوجوه الفنية، كحسناء زلاغ والفنانة المغربية المقيمة في هولندا شهرزاد، والفنانة نتاشا أطلس، فضلا على مشاركة مجموعة من الأصوات النسائية من المغرب وخارجه، مثلما سيتم تنظيم عدة أنشطة على هامش المهرجان، كمعرض للفنون التشكيلية للفنانة المغربية مريم بلحاج وعرض للأزياء لبالباتول كاين الله، علاوة على عرض للفرقة المتوجة في الاستعراض الشعبي لمدينة لشبونة البرتغالية، الذي نظم مؤخرا، وهو البلد الذي تتقلد فيه رئيسة المهرجان، كريمة بنيعيش، مهمة سفيرة معتمدة من طرف المغرب، والتي أوضحت في كلمة لها على الموقع الإلكتروني للمهرجان، أن «هذا الحدث يعمل على إبراز روح الإبداع النسائي، في غناه وتنوعه، في المغرب وفي باقي دول العالم».