- تحدث وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدرس الحسني الافتتاحي عن وجود منافسين جدد للعلماء في المغرب، هل تعتقد أن هناك بالفعل منافسين للعلماء في مجال إنتاج الخطاب الديني؟ < في رأيي لا يوجد منافسون للعلماء، لأن العلماء لا يمكن أن يكون لهم منافس في مجال عملهم، سواء من الفقهاء أو من رجال الدين، فهم أدرى بأمورهم ولا يمكن منافستهم في ميدانهم، خصوصا وأن دورهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما المنافسة، في رأيي، فهي يمكن أن تأتي من جهات أو جماعات دينية متطرفة أو طوائف شاذة وعصبية وطائفية ومذهبية، هؤلاء هم الذين يمكنهم أن ينافسوا العلماء الحقيقيين، لكنها ليست منافسة، بل تشويش على الدور الحقيقي المنوط بالعالم المسلم. والمنافس الحقيقي للعلماء اليوم هو عدو الإسلام، هو جورج بوش الذي شن حربا لا هوادة فيها ضد الإسلام وأعطى وصفا لكل من يعادي الإسلام ووضع سياسة هدفها إيجاد بديل آخر للإسلام وللقرآن الكريم. - كان العلماء في المغرب يقومون بأدوار كبرى في إسداء النصيحة للسلاطين والملوك والجهر بالحق وتأطير المجتمع، كما تشهد على ذلك العديد من المحطات، لماذا برأيك تراجع دور العلماء اليوم؟ < الدور الأول والأخير للعلماء في كل زمان ومكان هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديم النصيحة للحاكم والرعية، جريا على الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :«الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، ثلاث مرات، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»، أما اليوم فقد تراجع دور العلماء لأن مؤسسات الدولة تشتري ذمم هؤلاء، الدولة أصبحت تدفع رشوة للعلماء والسياسيين والوزراء، وهذا هو الذي عطل الإصلاح. - ما هو تقييمك للمجالس العلمية منذ إعادة هيكلتها قبل أربع سنوات تقريبا، وهل قامت بأدوارها التي كانت منوطة بها؟ < المجالس العلمية هي مؤسسات تابعة للدولة، ليس فيها علماء ولكن موظفين يأخذون رواتبهم في آخر الشهر، والسلطة هي التي وضعتهم في تلك المجالس، فهم ليسوا علماء والشعب لا يعرفهم، وهناك خلط في المصطلحات لأننا نتحدث كثيرا عن العالم والفقيه وغيرهما ولكن لا نحدد ما المقصود بكل مصطلح، والمجالس لا علاقة لها بالعلم ولا بالإسلام. * أحد علماء المغرب