لم تكن الفتاة الفلبينية «بايطا موط»، تدرك أنها ستتحول إلى ما يشبه هيكلا عظميا متحركا وتعاني من مختلف أنواع التعذيب عندما قررت قبل ستة أشهر الالتحاق كخادمة بأسرة مغربية-إماراتية. وتحولت بايطا موط (31 سنة) إلى شبح آدمي بضعة أسابيع فقط على التحاقها بمشغلتها المغربية، التي تعيش في الإمارات العربية المتحدة بعد زواجها من إماراتي، ومنذ ذلك الوقت تحولت حياة الخادمة الفلبينية إلى كتلة من الجحيم، حيث تحكي فصولا غريبة من «جلسات التعذيب» التي تعرضت لها على يد المشغلة وزوجها وأسرة الزوجة المغربية أيضا. واضطرت حالات التعذيب التي تعرضت لها الفلبينية محكمة بمدينة الدارالبيضاء إلى إصدار قرار بالفصل بين الخادمة وبين الأسرة التي كانت تشتغل لديها، حيث تعيش حاليا في منزل نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، والتي تقدمت بدعوى قضائية كطرف مدني ضد معذبي الخادمة الفلبينية. وتقول بايطا إن فصول التعذيب بدأت في الإمارات، قبل أن تستمر في الدارالبيضاء، عندما رافقت مشغليها إلى المغرب لقضاء العطلة، وهي عطلة مازالت مستمرة منذ 3 أشهر. وتصف الخادمة التعذيب بأنه بدأ بشرب بول مشغلتها، ثم أصبحوا يرغمونها على شرب بول أخ مشغلتها، وهو شاب بالغ يعمل تاجرا في الدارالبيضاء. واستمرت فصول تعذيب بايطا عبر كي جسمها بالنار و«تشريط» وجهها بالسكين، كما أن أخ مشغلتها كان يطرحها أرضا ويمشي على ظهرها كنوع من أنواع التسلية. وتصف بايطا، في تصريح ل«المساء»، كيف أن أطوار التعذيب ضدها كانت تشمل حرمانها من الأكل طوال أيام، حيث يحدث ألا تأكل أو تشرب لمدة ثلاثة أيام كاملة، وخلال ذلك يرغمها مشغلوها على النوم في شرفة المنزل بدون فراش أو غطاء، حيث تتوسد فقط عظامها البارزة وتنام مثل قطة مشردة، مع أن القطط المشردة أحسن حالا منها بالتأكيد. وتضيف بايطا بعربية ركيكة «لا أكل لا شرب.. فقط شغل شغل شغل». وكانت المشغلة وزوجها وأخوها يضعون على رأس الخادمة أكياسا بلاستيكية سوداء ويغطون بها وجهها ويطلبون منها أن تتحرك في المنزل، كما يدهنون أرضية الحمام بالماء والصابون ويطلبون منها أن تتمشى فوقها، وعندما تنزلق وتسقط، ترتفع هستيريا الضحك كأنهم يشاهدون مسرحية كوميدية. وكانت الخادمة قد تقدمت بشكاية إلى السلطات، إلا أنها عادت وتراجعت عنها بعد تهديدات تلقتها من مشغليها، غير أنه بعد توفير حماية لها وفصلها عنهم، إضافة إلى توكيل جمعية «ما تقيش ولادي» لمحام في القضية، عادت بايطا موط وكشفت المزيد من فصول التعذيب التي تتعرض لها.