صرح المتهم بأنه ولج التعليم الابتدائي، لكنه لم يفلح في الدراسة فغادرها ليشتغل بالفلاحة ثم بعد ذلك في تجارة الأثاث المستعمل في الرباط، وبعد أن تحسنت ظروفه المادية تزوج المسماة (ز.ف) وأنجب منها خمسة أبناء، بعد ذلك تبين له أن زوجته تخونه مع صديق له، تارة في فراش الزوجية، وتارة في الإسطبل، وتارة بين أشجار الزيتون، وبعدما تأكد من الأمر عزل زوجته داخل غرفة وشرع في ضربها بحبل غليظ حتى اعترفت بالحقيقة ثم لفظت أنفاسها الأخيرة. أحالت عناصر المركز القضائي لدرك سطات (ع.م) من مواليد 1964 بدوار العزاوزة جماعة بني يكرين قيادة اولاد سيدى بنداود، متزوج وله 5 أبناء، على أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية سطات بتهمة ارتكابه جناية القتل العمد بتاريخ 20/09/2007 لمحاكمته من أجل المنسوب إليه. تعود وقائع ملف القضية إلى اليوم الذي تلقت فيه عناصر الدرك الملكي مكالمة هاتفية تطالب بضرورة الانتقال إلى دوار العزاوزة جماعة بني ياكرين، حيث وقعت جريمة قتل امرأة على يد زوجها. وبعد انتقال عناصر من الضابطة القضائية إلى عين المكان وجدت أن الأمر يتعلق بالمجني عليها (ف.ز) التي كان جثة هامدة ممدة على ظهرها بغرفة النوم، وهي تحمل آثار جروح عميقة تشبه حروقا في رجليها وآثارا للعنف في يديها، وفي نفس المكان وجد المتهم (ع.م) أمام باب الغرفة، التى فتحها وأخبرهم بأنه هو القاتل. شكوك وضرب حتى الموت وعن المنسوب إليه أجاب المتهم أنه نظرا لتغيبه عن المنزل بسبب ظروف عمله فقد أوكل إلى صديقه، الذي يسكن بنفس الدوار السهر على تلبية حاجيات أسرته من المواد الغذائية، وكان يسدد له قيمتها عند حضوره إلى الدوار، كما كان يبعث له بمبالغ مالية مختلفة لإيصالها إلى زوجته. وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن بدأت تساوره الشكوك في خيانة زوجته له مع صديقه المذكور، خصوصا وأنه اكتشف رقم هاتفه النقال في ذاكرة هاتفها، ولما استفسرها أجابته بأنه كان يتصل بها ويطلب منها أن تبعث أحد أطفالها لإحضار الحاجيات التى كان يكلفه باقتنائها لمنزله، لكنه لم يصدق كلامها وازدادت شكوكه نحوها، الشيء الذي جعله، منذ حوالي 20 يوما، ينهال عليها بالضرب بواسطة حبل غليظ أعده لذلك الغرض، فوجه إليها الضرب المبرح على مستوى رجليها بعدما قيدهما بقطعة ثوب، وكانت تصرخ من شدة الألم لكنه لم يرحمها رغم توسلاتها إليه، كما أن جيرانه، الذين ليسوا سوى شقيقه محمد وأبناء عمه لم يحضروا لنجدتها، لأنه على عداوة قديمة معهم. وأمام استمراره في تعنيفها وتهديدها بالقتل، فإنها انهارت واعترفت له بعلاقتها الجنسية مع صديقه (ج.ن)، التي وصلت إلى ست ممارسات جنسية كانت تقع تارة وسط أشجار الزيتون وتارة في فراش الزوجية، وأحيانا بالإسطبل، لذلك فإنه توقف عن ضربها وأصيب بصدمة، ولما أخذ يعاتبها تراجعت عن اعترافها وزعمت أنها غير جادة في كلامها، وأنها اعترفت له فقط ليكف عن تعنيفها، وأكدت أنها ليست على علاقة مع (ج.ن) فأصيب مرة ثانية بحيرة، ومن أجل الوقوف على حقيقة الأمر قرر البقاء في المنزل وأخد يتصل بصديقه (ج.ن) ليحضر عنده إلى المنزل، لكنه كان يرفض ويختلق أعذارا مما جعله يشك فيه. ومساء يوم 19 يونيو 2007 قرر وضع حد للشكوك التى تساوره، فعزل زوجته داخل غرفة النوم وأخذ يرغمها على قول الحقيقة، فيما ظلت هي تنفي مما جعل غضبه يتأجج، ولم يتمالك نفسه وشرع في ضربها بواسطة الحجارة، رغم أنها كانت لا تقوى على النهوض بسبب جروحها السابقة، ثم وجه إليها ضربة قوية بواسطة حجر كبير أصابها في كليتها فانهارت وأخذت تصرخ «راه اسحرني»، آنذاك حملها فوق أريكتة ومددها على ظهرها إلى أن لفظت أنفساها الأخيرة، وعقب ذلك أصيب بانهيار كامل فاجتمع حوله أبناؤه الصغار وبدؤوا يصرخون فخرج وتوجه إلى منزل شقيقه محمد وأخبره بالموضوع، وأكد له أنه قتل زوجته بسبب خيانتها له مع (ج.ن). وتم الاستماع إلى المسمى (ج.ن) فصرح أن (ع . م) صديق له وأنه يسكن بعيدا عنه بحوالي كيلومتر واحد، ولما انتقل إلى مدينة الرباط للعمل هناك أوصاه بعائلته، فكان يقتني لهم الحاجيات المنزلية، وكانت تحضر ابنته سناء لأخذها، وأكد أنه لم يسبق له أن توجه إلى منزله في غيبته وأنكر أن يكون أقام أي علاقة جنسية مع زوجته. وتم الاستماع إلى المسماة (م.ف) فصرحت بأنها زوجة (ج.ن)، وأوضحت أنه لما كان (ع . م) يذهب إلى الرباط فإنه يكلف زوجها باقتناء حاجيات منزله، وعندما يحضرها تأتي ابنة المتهم سناء لأخذها، وأضافت أنها لا تشك في سلوكزوجها. التحقيق المتهم بأنه تزوج الضحية منذ حوالي 12 سنة وأنجب منها خمسة أبناء، وكان يعمل بمدينة الرباط ويبعث لها المصاريف أحيانا مع صديقه (ج.ن)، لكنه أخيرا شك في علاقته مع زوجته بعد أن اكتشف رقم هاتفه النقال مسجلا بمفكرة هاتفها، ولما سألها عن ذلك أنكرت في البداية، لكنها أخيرا اعترفت بأن (ج.ن) سحرها ومارست معه الجنس مما جعله يضربها بحبل على رجليها، وبسبب ذلك انقطع عن عمله بمدينة الرباط، وظل يسأل زوجته عن علاقتها بصديقه (ج.ن) فاعترفت له بأنها مارست معه الجنس ست مرات، ومما زاد في شكوكه أنه أصبح يتصل ب(ج.ن) هاتفيا ويدعوه إلى الحضور إلى منزله، لكن ذلك الشخص كان يعتذر، وأخيرا توسلت إليه زوجته أن يعفو عنها وكاد يفعل ذلك ويسافر إلى الرباط، لكنه تراجع عن ذلك وأدخلها إلى غرفة مستقلة وبقي يضربها بالحجارة وكانت تردد ان (ج.ن) سحرها وخضعت لنزواته وظلت تقول إن (ج.ن) حمار إلى أن خمدت أنفاسها. واستمع إلى ابنة الضحية والمتهم، القاصر (س.م) فأوضحت أن والدتها الهالكة سبق أن سمعتها تتلقى مكالمة هاتفية من شخص يخبرها بأنه سيزورها في البيت، وفي الليل حضر عندها (ج.ن) وانفرد بها في غرفة مجاورة، وقد شاهده أخوها الأصغر محمد ينام معها وأخبرها بذلك، ويوم مقتلها اعترفت والدتها بأنها على علاقة مع (ج.ن)، وأنها شاهدت والدها وهو يعتدي عليها بالحجارة، وظل على تلك الحال إلى أن فارقت الحياة، وقد أدلت المصرحة بهذه الأقوال بحضور عمتها فاطمة. المناقشة أمام المحكمة توبع المتهم من أجل جناية القتل العمد طبقا للفصل 392 من القانون الجنائي، حيث صرح خلال البحث التمهيدي بأنه شك في إقامة زوجته علاقة مع صديقه (ج.ن)، فانهال عليها بالضرب والجرح بشدة في البداية بواسطة حبل غليظ أعده لذلك الغرض، بعدما قيد رجليها بواسطة قطعة من الثوب وكانت تصرخ من شدة الألم لكنه لم يرحمها رغم توسلاتها إليه، كما أن جيرانه لم يحضروا لنجدتها لأنه على عداوة معهم، وأمام استمراره في تعذيبها وتعنيفها وتهديدها بالقتل، فإنها انهارت وصرحت له بالحقيقة واعترفت له بعلاقتها الجنسية مع صديقه (ج.ن)، فتوقف عن ضربها وأصيب بصدمة، ولما أخذ يعاتبها تراجعت عن اعترافها وصرحت له بأنها غير جادة في كلامها وأنها اعترفت له ليكف عن تعنيفها، ويوم 19/06/2007 قرر وضع حد للشكوك فعزل زوجته داخل غرفة النوم وأخذ يرغمها على قول الحقيقة بينما ظلت هي ترفض، فتوترت أعصابه ولم يتمالك نفسه وشرع في ضربها إلى أن توفيت. اعترف المتهم في سائر المراحل أنه قيد رجلي زوجته، وأخذ يضربها ضربا شديدا على قدميها، ثم قام بعد ذلك بعزلها داخل غرفة النوم وشرع يستجوبها حول علاقتها بصديقه، وأخذ يضربها بقوة بالحجارة وهي لا تقوى على النهوض بسبب خطورة الجروح اللاحقة بها، ثم أجهز عليها بحجر كبير ومددها على ظهرها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة، الأمر الذي يثبت بوضوح أن المتهم كان يستهدف قتل الضحية وإزهاق روحها، مما يكون معه القصد الخاص في الجريمة متوافرا لديه. تقرير التشريح الطبي المجرى على الضحية أكد أن هذه الأخيرة توفيت بسبب خطورة وتعدد وكثرة الكسور والضربات التي تلقتها من المتهم سواء بالحبل أو بالحجارة، والتي استهدفت مختلف أطراف جسدها، ولاسيما صدرها وقدميها وحوضها وكليتها اليمنى. ونظرا إلى ما سبق فإن علاقة السببية قائمة بين فعل المتهم والنتيجة الإجرامية. اقتنعت المحكمة بعد مناقشتها للقضية ودراستها لمحتويات الملف، ونظرا لاعتراف المتهم القضائي، بأن جناية القتل العمد ثابتة في حق المتهم ويتعين إدانته من أجلها. إذ تمت مؤاخذته من أجل المنسوب إليه والحكم عليه بثلاثين سنة سجنا نافذا.