أمر قضاة محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة بإخراج القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش من القاعة بعد شجاره معهم. وكان ملاديتش (69 عاما) عطل إجراءات المحاكمة وقاطع القاضي عدة مرات .ورفض القاضي الفونس أوري طلبا من محامي ملاديتش، الذي عينته المحكمة، بتأجيل توجيه السؤال إليه بشأن ما إذا كان مذنبا أم لا. لكن القضاة أجابوا ب«غير مذنب» نيابة عنه لرفضه الإجابة .وقبل أن يصحب الجنود ملاديتش إلى خارج القاعة، صرخ في وجه القاضي «ما نوع المحكمة التي تقضي فيها؟». وتوقفت إجراءات المحاكمة لفترة قصيرة بعد إخراج ملاديتش من المحكمة، قبل أن يتلو القاضي لائحة الاتهام، التي تشتمل على 11 تهمة بينها القتل والإبادة الجماعية. وكان من المتوقع أن يرد ملاديتش، خلال جلسة الاستماع التي تعقد في لاهاي، بشأن ما إذا كان مذنبا أم لا. وطلب القاضي من المتهم أن يخلع القبعة التي كان يرتديها في بداية المحاكمة. وحاول ملاديتش أن يتحدث عدة مرات في بداية المحاكمة، لكن القاضي طلب منه أن يظل صامتا إلى أن يمنح الفرصة للحديث. وهذا هو الظهور الثاني للقائد العسكري السابق لصرب البوسنة أمام المحكمة بعد جلسة استماع أولى في 3 يونيو الماضي، عندما رفض الرد على التهم الموجهة إليه. وكان ميلوس سالجيتش، محامي المتهم، قال في وقت سابق إن موكله لن يمثل أمام المحكمة الاثنين لأنه لم تتم الموافقة على فريق الدفاع. كان الجنرال ملاديتش وقع الأسبوع الماضي في يد أجهزة الأمن الصربية بعدما ظل فارا لمدة تسعة عشر عاما. وملاديتش الذي كان المطلوب الأول في أوروبا، ملاحق خصوصا لدوره في مجزرة سريبرينيتسا عام 1995 وهي أسوأ المجازر التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية إذ قتل خلالها 8 آلاف مسلم. ويقول ميلوش سالييتش محامي المتهم في صربيا إن صحة راتكو ملاديتش معتلة منذ أن خضع لعملية جراحية وعلاج كيميائي العام 2009 لإصابته بالسرطان. وعمد القاضي الهولندي الفونس اوري إلى التحقق من هوية المتهم قبل أن يتلو عليه التهم ال11 الموجهة ضده وهي الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. يشار إلى أن القاضي أوري ترأس هيئة القضاة في محاكمة لرادوفان كرادجيتش، الزعيم السياسي لصرب البوسنة المتهم بالضلوع في الجرائم نفسها. ولم تحضر عائلة راتكو ملاديتش الجلسة الإجرائية الأولى بل ستتمكن من زيارته لاحقا داخل السجن التابع للمحكمة.