كشفت معطيات خاصة حصلت عليها «المساء» أن هناك تفكيرا جديا على مستوى عال في «إحياء» مشروع قديم كان قد وافق عليه الملك الراحل الحسن الثاني يقضي بتحويل قصر الملك محمد الخامس في المنتجع السياحي الساحلي الوليدية إلى ملحقة فندقية فاخرة تابعة لفندق «المامونية»، الشهير، في مراكش، الذي تعود ملكيته بشكل مشترك إلى صندوق الإيداع والتدبير والمكتب الوطني للسكة الحديدية ومجلس مدينة مراكش. وقالت المصادر ذاتها إن مشروع تحويل قصر الملك محمد الخامس، الذي شُيِّد في ثلاثينيات القرن الماضي على بحيرة الوليدية، والمحاط بغابات الأوكاليبتوس، يعود إلى محسن التراب، الأستاذ الجامعي والمسؤول السابق في شركة «أونا» والإطار في وزارة الداخلية، الذي تقلد عدة مناصب، حيث كان قد رفع هذا المقترَح إلى الراحل الحسن الثاني في النصف الأول من عقد الثمانينيات، عبر مولاي أحمد العلوي، وأعطى الملك الحسن الثاني، وقتَها، موافقته وإعجابه بفكرة المشروع، الذي كان يروم تحويل منطقة الوليدية إلى شبه إمارة «موناكو» على مستوى السياحة الراقية. وأشارت معطيات ذات صلة إلى أن مشروع تحويل قصر الملك محمد الخامس إلى ملحقة فندقية فاخرة تابعة ل«المامونية» كان يراد منه جلب أنظار العالم إلى أحد أروع وأحسن المنتجعات الشاطئية الساحلية على المستوى الوطني، التي تزخر لوحدها بأكبر خزان طبيعي لفواكه البحر، في إطار مشروع كبير كان سيحول الوليدية إلى أحد أقوى المنتجعات السياحية العالمية من حيث قوة الجاذبية الاقتصادية وعلى مستوى الاستثمارات ذات الصلة وإلى نقطة جذب لمشاهير العالم. وكشفت المصادر نفسُها أن هناك حاليا، بالتوازي مع قرب الانتهاء من مشروع إعادة هيكلة الوليدية، الذي أعطى انطلاقتَه قبل سنة الملك محمد السادس، والذي سيحول وجه المنطقة ويرفعها إلى مصاف المنتجعات السياحية الوطنية القوية والمهيكلة بشكل عصري وبآليات حديثة تستجيب للمعايير الدولية في السياحة الشاطئية، (كشفت) أن هناك تفكيرا جديا في إعادة استثمار قصر محمد الخامس بما يخدم التنمية الاقتصادية والسياحية في المنطقة. إلى ذلك، أشارت مصادرنا إلى أن تعليمات عليا مشددة أعطيت لحراسة القصر من قِبَل مداومة لرجال الأمن الوطني والدرك الملكي على مدار الساعة، بعد أن كان لأزيد من 50 سنة يحرسه حارس مدني. كما أعطيت تعليمات موازية بتشديد عمليات البناء وضبطها في محيط القصر وبتحديد ملكية الأراضي المجاورة له ومنع المواطنين من الاقتراب منه أو دخوله، كما كان جاريا به العمل في السابق لمّا كان القصر مهجورا يرتاده كل المارة بحرية. ومعلوم أن مخطط إعادة تأهيل منطقة الوليدية، الذي أعطى انطلاقتَه الملك محمد السادس في أبريل 2010 وينتهي في مارس 2012، سيكلف غلافا ماليا ضخما يصل إلى 33 مليار سنتيم. وقد وصلت أشغاله حاليا إلى مستوى جد متقدم من الإنجاز، فيما تفيد معطيات رسمية مؤكدة بقرب تدفق استثمارات سياحية أجنبية ضخمة، بالموازاة مع انتهاء مخطط تأهيل المنطقة.