وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نداء إلى الملك محمد السادس من أجل إصدار عفو على الصحافي رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء». وقال بنكيران، في مهرجان خطابي نظمته، أول أمس الخميس في الدارالبيضاء، هيآت «نداء الإصلاح الديمقراطي» حول مشروع الدستور الجديد في هذا النداء: «أترجى صاحب الجلالة أن يتدخل للعفو عن الصحافي رشيد نيني». وكرر بنكيران هذا العبارة مرتين، قبل أن يضيف أن رشيد نيني لا ينبغي أن يبقى داخل السجن. وأثار بنكيران قضية رشيد نيني في هذا المهرجان وضرورة الإفراج عنه، بعد أن ذكّر بالعديد من القضايا التي تدخل فيها الملك محمد السادس، بحكم دوره التحكيمي، منها قضية إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في «قضية بلعيرج» ورفض حل حزب العدالة والتنمية عقب الأحداث الإرهابية ل16 ماي 2033 في الدارالبيضاء. وفي سياق آخر، أبدى بنكيران، في كلمته خلال هذا المهرجان الخطابي، أنه غير راض عن أداء الحزب في الدارالبيضاء، حيث قال إن قيادة الحزب قد تستعين بأسماء وكفاءات مشهود لهم بالنزاهة من خارج العدالة والتنمية لترشيحهم في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، فيما اعتُبِر «رسالة مشفرة» موجهة لبعض قياديي الحزب في الدارالبيضاء، الذين كانوا قد دخلوا في صراع انتخابي ما زالت تداعياته متواصلة إلى حد الآن. وتوقف بنكيران، في كلمته، عند ما أسماه «منسوب الثقة والمصداقية اللتين أصبح حزبه يحظي بهما لدى السلطة والمجتمع»، داعيا، في الوقت نفسه، أعضاء الحزب إلى أن يكونوا في مستوى هذه المسؤولية. من جهة أخرى، أشاد بنكيران بنضال وبمواقف بعض رموز اليسار، ذكر منهم بالاسم محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، قائلا في هذا السياق إنه «رغم اختلافنا مع الساسي، فإن له مواقف الرجال وينبغي أن يدخل إلى البرلمان»، فيما فسر مصدر من الحزب هذا «الغزل» تجاه الساسي بكون بنكيران صحح خطأ ارتبكه قيادي من العدالة والتنمية هو عبد العزيز رباح، الذي كان قد «هاجم» الساسي واتهمه بمعاداة الملكية في برنامج تلفزيوني في القناة الثانية». ولم يستبعد مصدرنا أن تبحث قيادة العدالة والتنمية عن شكل من الأشكال لدعم محمد الساسي في الانتخابات التشريعية القادمة، بهدف دخوله البرلمان. وتوقع مصدرنا أن يكون شكل هذا الدعم في عدم تقديم منافسين في دائرة الساسي. كما دعا بنكيران خديجة الرويسي، رئيسة جمعية بيت الحكمة والقيادية في حزب «الأصالة والمعاصرة»، إلى دخول البرلمان «حتى نتمكن من مناقشتها في كل أفكارها، بدل أن تبقى مختبئة خلف جمعيتها»، حسب قوله.