في 23 مارس من سنة 2010 تقدم المسمى (ع.ر) صاحب دكان لبيع المواد الغذائية ووجهه وثيابه ملطخة بالدماء ويحمل جرحا بليغا في جبينه ويده اليسرى وبه انتفاخ ملحوظ على مؤخرة رأسه، وأفاد بأنه أثناء مزاولة نشاطه التجاري هاجمه شخصان، وكان أحدهما يحمل سكينا واعتديا عليه بالضرب والجرح واستوليا على مبلغ مالي قدره 3000 درهم، ومجموعة من بطائق التعبئة من فئة 50 درهما، ثم كسرا الواجهة وتسببا في قتل15 طائرا من الدجاج الأبيض. تحريات ميدانية باشرت عناصر الضابطة القضائية بحثها في الموضوع فاستمعت إلى المشتكي الذي أكد أقواله السابقة، وتم الاستماع إلى خاله مالك المتجر، الذي أوضح بأنه لما اتصل به الضحية هاتفيا حضر فوجده في حالة يرثى لها ومصابا في وجهه ورأسه، وقد أثار انتباهه المعتديان يتجهان نحو دكاكين أخرى، محدثين فوضى عارمة أقفل على إثرها كل التجار محلاتهم ولاذوا بالفرار. كما لاحظ أحد المتهمين يحمل سكينا ويتوعد بالقتل كل من يقترب منه، ولما توجه إلى محله وجد البضائع ملقاة أرضا وعدة قنينات فارغة مكسرة وقفص من الدجاج مكسر، ومات 15 من الطيور البيضاء، كما تمت سرقة 3000 درهم و37 بطاقة تعبئة من فئة 50 درهما. وأوضح كل من (م.ر) و(ي.ك) أن كل واحد منهما أسرع إلى إغلاق دكانه لما رأى المتهمين يضربان بالقنينات الدكاكين وما يصادفانه في طريقهما، وكانا في حالة سكر طافح. وعند الاستماع إلى المتهم (ب.ع) صرح بأنه كان صحبة صديقه نبيل وقد شربا ماء الحياة. ولما نفد اتفقا على القيام بمهاجمة الدكان لسرقة النقود لإتمام سهرتهما، وفي البداية صدم قفص الدجاج ولما خرج الضحية وأبدى مقاومة هدده في البداية بسكين صغير الحجم، ولما تمادى في المقاومة وجه إليه عدة لكمات. أما نبيل فضربه بعصا، ولما فر عمد إلى سرقة مبلغ 200 درهم من داخل الدكان، وأنكر سرقة بطاقات التعبئة. وعند الاستماع إلى المتهم (ن.ط) اعترف بحالة السكر ومهاجمة الدكان لسرقة بعض النقود. كما اعترف بضرب الضحية بقنينة زجاجية في وجهه، ولما فر دخل إلى الدكان واستولى على المبلغ المذكور واقتسمه مناصفة مع زميله ونفى سرقة بطاقات التعبئة. بحث وتحقيق عند استنطاقه ابتدائيا، أفاد المتهم (ب.ع) بأنه قبل الأحداث كان يشرب صحبة المتهم الآخر لترا من خمر ماء الحياة، وتخاصم مع صاحب الدكان وتشاجر معه ثم ضربه بقنينة زجاجية على جبهته وأنكر السرقة. وأفاد المتهم الثاني (ن.ط) بأنه شرب وصديقه لترا من ماء الحياة وقد اشترى تعبئة من فئة 50 درهما من الضحية، لكنها لم تكن صالحة، قتشاجر معه وضربه بقنينة زجاجية على جبهته، وأنكر أن يكون قد دخل الدكان أو سرق منه شيئا. وأكد الضحية (ع.ر) بعد قسم اليمين، سابق أقواله لدى الضابطة القضائية، خصوصا قوله بأن المتهمين عرضاه للعنف. كما انضاف إليهما أخ المتهم الأول، الذي ضربه بقنينة زجاجية على رأسه، واستولى المتهمان على مبلغ 3000 درهم، وعلى بطاقات تعبئة قيمتها 1850 درهما، ونفس الأقوال أكدها مالك الدكان. محاكمة المتهمين أدرجت القضية بعدة جلسات كانت آخرها جلسة السابع من أكتوبر من سنة 2010 ، أحضر فيها المتهمان في حالة اعتقال، وحضر الشهود الذين أخرجوا خارج القاعة إلى حين المناداة عليهم. واعترف المتهمان بتفنيذهما السرقة ضد المشتكي مستعملين السلاح الأبيض. كما أنهما أحدثا خسائر مادية بالدكان واستوليا على المسروقات من داخله، فأدانتهما المحكمة بخمس سنوات سجنا نافذا وتحميلهما الصائر والإجبار في الأدنى، وهو الحكم الابتدائي الذي أيدته محكمة الاستئناف.