لأول مرة تلتقي مسيرة شباب حركة 20 فبراير بمسيرة مناصري مشروع الدستور الجديد في رفع نفس اللافتات والمطالبة بالتصويت ب«نعم». لكن إذا كان مناصرو مشروع الدستور الجديد يطالبون المواطنين بالتصويت بنعم من أجل إقرار مشروع مسودة الدستور الجديد، الذي جاء في الخطاب الملكي التاريخي ليوم الجمعة17 يونيو الجاري، فإن شباب حركة 20 فبراير رفعوا لافتة «نعم»، لكنها كانت «نعم من أجل مقاطعة التصويت على الدستور». مساء أول أمس الأحد انطلق حشد كبير من مناصري الدستور في مسيرة كبيرة انطلقت من ساحة مسجد «الكتبية» القريبة من ساحة جامع الفنا الشهيرة صوب منطقة جليز. وقد بقي المتظاهرون الذين فاق عددهم، حسب إحصاءات شبه دقيقة، 16 ألف مشارك بين نساء ورجال وشباب. كما شارك في المسيرة التي هتف المشاركون فيها بحياة الملك محمد السادس، والتأكيد على ضرورة التصويت ب «نعم» على مسودة الدستور الجديد، منتخبون وحرفيون ومنشطون بساحة جامع الفنا ومحامون وفنانون وطلبة. وقد عرفت المسيرة الضخمة رفع شعارات تستهدف بعض التنظيمات الداعمة لحركة 20 فبراير ولافتات تدين الأخيرة، كلافتة كبيرة رفعها بعض المتظاهرين كتب عليها «العدل والإحسان الخيانة والمروءة». كما رفع المشاركون في المسيرة شعار «لا ياسين لا عشرين.. الدستور هو اليقين»، في إشارة صريحة إلى جماعة العدل والإحسان، التي يوجد على رأسها الشيخ عبد السلام ياسين، وكذا حركة 20 فبراير. كما أكدت عدد من الشعارات التي رفعها آلاف المشاركين على الولاء للملك محمد السادس، والتشبث بالوطن ومقدسات البلاد: «موت موت يا العدو.. الملك عندو شعبو»، وغيرها من الشعارات. في المقابل، وبمنطقة باب دكالة وسط المدينة الحمراء تجمع أزيد من 1000 من أعضاء ومناصري حركة 20 فبراير قبل أن ينطلقوا في مسيرة صوب حي التقدم. وقد حرص المشاركون في المسيرة على رفع شعارات ولافتات ترفض الدستور الذي اعتبرته «ممنوحا»، مطالبة المواطنين بمقاطعته تارة والتصويت ب«نعم» ضد الدستور تارة أخرى. ولم تختلف المسيرة عن سابقاتها في المطالبة بمحاسبة ناهبي المال العام بالمدينة الحمراء، وتحميل القضاء مسؤولية فتح عدد من الملفات التي يشتم منها الفساد. وفي الوقت الذي رفع المشاركون في مسيرة مناصرة الدستور شعارات تدين اليسار وجماعة العدل والإحسان وتصفهم ب«البلطجية»، لم تظهر في مسيرة شباب حركة 20 فبراير أي لافتة تستهدف أي جهة من مناصري الدستور. ولم تسجل أي أحداث عنف في المسيرتين نظرا للانضباط والتدبير الأمني الجيد لسير المسيرتين