يخوض أرباب محلات الجزارة في قصبة تادلة إضرابا مفتوحا، منذ يوم الأحد الماضي، احتجاجا على تصرفات الطبيبة البيطرية، التي استأنفت عملها مؤخرا بعد توقف لمدة 15 يوما، كحل مؤقت من أجل محاولة إعادة الأمور إلى نصابها بعد حضور لجنة مركزية من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إثر إضراب خاضه الجزارون في شهر ماي الماضي، استمر لمدة أسبوع. وقد خلّف الإضراب المذكور استياء في صفوف السكان، الذين تعتبر اللحوم الحمراء من المواد الاستهلاكية الأساسية لديهم. ويتهم الجزارون الطبيبة البيطرية ب«ممارسة التعسف» في حقهم، عبر الحجز على لحوم صالحة، إذ أكد محمد الشاوي، صاحب محل للجزارة، أن الثقة انعدمت بين الجزارين والطبيبة البيطرية، لذلك يصعب عليهم العمل معها، وتابع قائلا: «لا نفهم سبب السؤال عمن يكون صاحب اللحوم قبل التأشير عليها، فالأولى أن تتخذ قرارا دون الحاجة إلى معرفة صاحبها، وبعد ذلك، يمكنها أن تسأل عن صاحب اللحوم.. نحن لا نعارض حجز اللحوم إذا كانت غير صالحة، لكنْ أن يتم الحجز تعسفا ودون خبرة، فهذا ما لا نقبله». ويتشبث الجزارون بتغيير الطاقم المشرف من أجل استمرارهم في عملهم، خاصة أنهم أوقفوا الإضراب الأول بناء على محضر اجتماع ووعد بالتوصل إلى حل المشكل، غير أنهم فوجئوا بحضور الطبيبة يوم السبت الماضي لاستئناف عملها، ما دفعهم إلى خوض إضراب آخر. وقد عقد اجتماع يوم ثاني يونيو الجاري من أجل دراسة الرسالة التي بعث بها رئيس المجلس البلدي لقصبة تادلة إلى المدير العام للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، الذي عيّن لجنة مكونة من خمسة أشخاص زارت المدينة، فالتقت ممثلي السلطات الملحية والمجلس الحضري والجزارين المضربين، فتم تدارس المشاكل المطروحة والأسباب التي أدت إلى حالة الاحتقان والإضراب المفتوح من لدن الجزارين، وتَبيَّن أن الأسباب هي فقدان الثقة التامة بين الجزارين وبين المفتشين المحليين للحوم وعدم اقتناعهم ببعض قرارات الحجز الصادرة من طرف التقنيين والطبيبة البيطرية المفتشة، على حد سواء، وسوء التواصل والمعاملة، مما جعل الجزارين يتشبثون بمطلب تغيير الطاقم البيطري. وفي انتظار إيجاد حل للمشكل القائم، تم تكليف مفتشين آخرين بشكل مؤقت بمراقبة اللحوم في المجزرة الجماعية لقصبة تادلة، وتعهَّد رئيس المجلس البلدي بتوفير وسيلة نقل لهم لمزاولة مهامهم بشكل مؤقت، غير أنه بعد انقضاء المدة «المؤقتة»، عادت الطبيبة إلى ممارسة مهامها، ليعلن الجزارون خوضهم إضرابا مفتوحا من جديد. وقد اتصلت «المساء» بالطبيبة البيطرية لمعرفة رأيها في الموضوع، غير أن هاتفها كان مغلقا.