تحول التجمع الخطابي، الذي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بالقاعة المغطاة للمركب الرياضي محمد الخامس مساء أول أمس الاثنين، إلى «حلبة» تراشق بقنينات الماء أمام أنظار ثلاثة وزراء في الحكومة، من بينهم رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار. وكاد الخلاف بين تيارات الحزب أن يعصف بهذا المهرجان الخطابي لشرح مضامين الدستور الجديد للمواطنين الذي تحول إلى محطة للتراشق بقنينات الماء المعدني وتشباك بالأيدي، سماها مرتادو الموقع الاجتماعي «فايسبوك»، «موقعة سيدي علي»، مباشرة بعدما تناول الكلمةَ حسن بنعمر، رئيس مقاطعة عين السبع، عن حزب التجمع الوطني للأحرار. وقد اضطر مسؤولو الحزب إلى إخلاء القاعة المغطاة من الحضور الكثيف وإلى إخراج أعضاء المكتب التنفيذي للحزب وسط حراسة مشددة، من بينهم رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، ومنصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، وأمينة بنخضرا، وزيرة الطاقة والمعادن، قبل أن تطلب قيادة الحزب من مسؤولي الحزب في العاصمة الاقتصادية محاولة ضبط الأمور ومواصلة المهرجان الخطابي بفقرات فنية من إبداع فرقة «لمشاهب» وفرق أمازيغية. وبعد ساعة ونصف، عاد الوزراء الثلاثة إلى الحفل، حيث ارتجل صلاح الدين مزوار كلمة دعا فيها أعضاء الحزب إلى التصويت ب«نعم» على الدستور، لأنه «استجاب لجل المقترحات التي تقدَّم بها حزب التجمع الوطني للأحرار»، حيث اعتبر مزوار أن هذا الدستور هو «دستور العهد الجديد، المبني على التوافق بين مكونات الشعب المغربي». وتلقى حزب التجمع الوطني للأحرار، حسب بعض المصادر، ضربة قوية في أول تجمع خطابي يترأسه مزوار بعد انتخابه رئيسا للحزب في إطار الاستعداد للاستحقاقات المقبلة، وأدى الحزب ثمن صراع «صقوره» على مدينة الدارالبيضاء، إذ يضع أكثر من مسؤول حزبي عينيه على العاصمة الاقتصادية للمغرب لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة. وذكرت المصادر نفسها أن الحزب أدى ثمن الشرخ الكبير بين مكوناته على مستوى الدارالبيضاء. وقد ساهم هذا الشرخ في تباين المواقف حول طريقة التعامل مع العمدة ساجد، خصوصا لحظة إعلان استقالة منتخبي الحزب من عضوية مجلس المدينة.