تحتضن مدينة وجدة يومي 17 و18 يونيو مهرجان «مغرب الثقافة» تحت شعار «المغاربيون الأندلسيون»، وهي النسخة الأولى ذات البعد الدولي، التي ستعرف مشاركة العديد من الفنانين والمحاضرين، الذين سيناقشون الثقافة المتنوعة والخاصة لبلدان المغرب العربي الخمسة، منهم عبد الباقي مفتاح، أستاذ العلوم الفيزيائية والباحث في الصوفية والمختص في مؤلفات ابن عربي في موضوع «تأثير الشيخ أحمد بن ادريس العرايشي على المغرب العربي والعالم الإسلامي» ومحمود الكطاط، الأستاذ الجامعي والباحث في الثقافة العربية الإسلامية، المختص في علوم الموسيقى، خصوصا موسيقى الشعوب، في موضوع «الموسيقى العربية الأندلسية، البصمة المغاربية»، ومولاي هشام السعيدي، والشاعر والكاتب والباحث في الصوفية، في موضوع «دور بعض الرموز المغاربية الفكرية والثقافية في نشر الموروث الأندلسي»، وثورية لقبال، الشاعرة والمترجمة والباحثة في الصوفية، خريجة كلية علوم التربية، في موضوع «مسيرة الندوة». وستحيي العديد من الفرق الموسيقية وبعض الفنانين من دول المغرب العربي سهرتين تتخللهما عروض غنائية، حيث وقع الاختيار في هذه السنة على رواد مختلف الأصناف الموسيقية التقليدية لبلدان المغرب العربي، ك«الطرب الغرناطي» و«المالوف» و«الموشحات» و«الطرب الأندلسي»، سيكون من نجومها الفنانة نوها داني دان من موريتانيا في «المالوف» و«الموشحات»، والفنان سليم فرغاني، من الجزائر، في فن «المالوف»، وسيرين بنموسى من تونس، في «المالوف»، وفرقة «طرابلس» للملحون والموشحات من ليبيا، في موسيفى «المالوف» و«الموشحات»، و«الطرب الغرناطي» من وجدة، في الفن الغرناطي لجهة الشرق. وبموازاة مع ذلك، يتميز هذا المهرجان بتنظيم ندوة حول «البصمة المغاربية على التراث الروحي الأندلسي والإسلامي»، سينشطها محاضرون من جميع بلدان المغرب العربي. وإضافة إلى ذلك، يتطلع هذا المهرجان إلى أن يصبح فضاء للنقاش والتعبير بين دول المغرب العربي، كما أنه يدخل ضمن إستراتيجية شاملة تم إعدادها من طرف جهة وجدة، قصد إعطاء دينامية جديدة للحياة الثقافية في المنطقة الشرقية. وقد وضع المجلس الجهوي العديد من الأوراش الثقافية، بغية دعم التراث الثقافي للجهة،. وفي هذا الإطار، صرّح علي بلحاج، رئيس المجلس الجهوي للجهة الشرقية، في شهر يونيو الماضي، في كلمته التي أعلنت عن إطلاق هذا المهرجان أن «المجلس الجهوي ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية، بشراكة مع الفاعلين المحليين والمؤسساتيين الخواص والعموم، جعلا من الثقافة رافعة للتنمية وعاملا أساسيا للتقارب بين الشعوب، لأنه من الصعب إنكار الدور الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، التي تمكّن من تحسين جودة حياة الأجيال، الحالية والمستقبلية». وجدير بالذكر أن مهرجان الثقافة المغاربية هو ثمرة اجتماع أولي نُظّم بتاريخ 19 يونيو 2010 في السعيدية قصد دعم الإرث الثقافي المغاربي المشترَك والتقارب بين الشعوب حول هذه الثقافة الألفية. وبتواجدها في قلب المغرب العربي على مقربة من أوربا ولكونها شكّلت نقطة تقاطع طرق العديد من الملتقيات التاريخية وانفتاحها على العالم، تبقى الجهة الشرقية وفية لروح الأخوّة والتسامح وتتطلع إلى لعب هذا الدور داخل العائلة المغاربية الكبيرة. وحسب علي بلحاج، دائما، فإن «الجهة الشرقية ستحتفل، سنويا، بالثقافة المغاربية عبر جميع مكوناتها: الموسيقى والغناء واللباس التقليدي وآخر صيحات الموضة وفنون الطبخ والسينما والمسرح وعبر تنظيم العديد من الموائد المستديرة والورشات العلمية، التي ستتم برمجتها للتعريف بالتنوع والغنى اللذين يزخر بهما التراث الثقافي المغاربي».