قبل السير في مسالك الرياضة المغربية من أجل فهم حقيقي لمعضلة الفعل الرياضي، لابد أن أقدم لمن سيرافقني في هذه الرحلة الرمضانية على صفحات «المساء» جزءا من مساري، ليتبين للقارئ رصيدي الذي يؤهلني لتقديم فتاوى في واقع الرياضة المغربية وسبل إصلاح حالها المائل. ولدت يوم 18 يونيو من سنة 1944 بمدينة مراكش وبالضبط يوم الأحد وهو يوم الرياضة بامتياز، عينت كاتبا عاما لاتحاد ورزازات وكان الفريق يمارس في القسم الشرفي، كما اشتغلت كاتبا عاما لفرع عصبة سوس، وخلال هذه الفترة حاولت تغيير الاتحاد بالرجاء، لكن الأغلبية ارتأت الإبقاء على الاسم الأصلي. وفي سنة 1969 التحقت بالدار البيضاء وشغلت منصب كاتب عام لجمعية محبي الرجاء التي كان يرأسها عبد الواحد معاش، وفي تلك الفترة حضرت محاكمة الرجاء البيضاوي، في الخلاف الذي كان قائما بين فصيلين، الأول يصطلح عليه بجناح المحامين ويقوده كل من المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي، والجناح التقليدي بزعامة كل من كريم حجاج وبوجمعة كادري. انتخب المعطي بوعبيد رئيسا للرجاء والسملالي كاتبا عاما، وأسندا إلي مهمة كاتب إداري للرجاء البيضاوي، في زمن كان فيه فريق الرجاء محسوبا سياسيا على الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ونقابيا على الاتحاد العام للشغالين، بل إن سفريات اللاعبين كانت تتم عبر حافلات التنظيم النقابي، أكثر من ذلك أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي كان من أكبر المعاقل النقابية للاتحاد العام للشغالين، كانت بنايته تحمل لون الرجاء الأخضر وتشغل عددا كبيرا من لاعبي الفريق. انتقلت من الكتابة الإدارية إلى الكتابة العامة للفريق خلفا لعبد اللطيف السملالي، كما اشتغلت باللجنة الوطنية للشبان ورافقت المنتخبات الوطنية للفتيان والشبان إلى العديد من الدول، وفي 15 نونبر 1981 عينت رئيسا لديوان السملالي بصفته كاتب الدولة في الشبيبة والرياضة، وفي هذه الفترة عرف المغرب تنظيم العديد من التظاهرات القارية والعربية والجهوية، أبرزها ألعاب البحر البيض المتوسط والألعاب الفرانكفونية والألعاب العربية وكأس فلسطين، كما رافقت البعثة المغربية المشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984 ككاتب للوفد الرياضي، قبل أن أدخل جامعة كرة القدم في عهد باموس كمدير لهذا الجهاز، مما مكنني من مرافقة الفريق الوطني في العديد من التظاهرات القارية. قضيت في قبة البرلمان 18 سنة في ولاية عن منطقة أيت أورير امتدت من سنة 1984 إلى 2002، حضرت أكثر من 50 اجتماعا للجنة الشؤون الاجتماعية، وطرحت أكثر من 30 سؤالا شفويا حول مجموعة من الأمور ذات الارتباط بالرياضة، وحاورت 5 وزراء للشباب والرياضة من عبد اللطيف السملالي إلى نوال المتوكل، علما أنني قضيت كرئيس لديوان عبد اللطيف السملالي 10 سنوات، وشاركت في المناظرة الوطنية حول الرياضة المغربية سنة 1979 والتي ترأسها الوزير الأول آنذاك المعطي بوعبيد، قبل نكسة دجنبر من نفس السنة عقب الخسارة المذلة أمام المنتخب الجزائري. وعلى امتداد هذه الفترة الزمنية كانت للمغرب قناعات بقدرته على تنظيم أكبر التظاهرات، ووضع نصوص قانونية للإقلاع الرياضي من خلال قانون التربية البدنية، وفعلا النتائج جاءت وفق الانتظارات، لكن غياب الاستمرارية حال دون ترجمة العديد من توصيات المناظرة الوطنية إلى فعل ملموس. هذه كلها أمور تشفع لي كي أتحدث عبر «المساء» حول السياسية الرياضية وسبل الإصلاح عبر حلقات.