كشفت أوراق التحقيقات، التي تسلمتها محكمة استئناف القاهرة في قضية التربح والمشاركة في قتل المتظاهرين، التي يتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجلاه، ورجل الأعمال حسين سالم، عن وجود 16 شاهد إثبات ضد مبارك، أبرزهم عمر سليمان نائب الرئيس السابق. وتناقش محكمة جنايات شمال القاهرة هؤلاء الشهود خلال محاكمة مبارك، التي ستبدأ يوم الثالث من غشت المقبل، ومن بينهم قيادات بوزارة البترول، ومحافظون سابقون، وضباط بمباحث الأموال العامة. وكشفت الأوراق أن عمر سليمان أكد في شهادته حول أسباب سقوط النظام السابق أن جهاز المخابرات العامة رصد منذ شهر أكتوبر الماضي وجود حالة غضب شديد لدى طوائف الشعب، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانتشار الفساد. وتصاعدت حالة الغضب في شهر نوفمبر عقب انتخابات مجلس الشعب، وازدادت تصاعدا عقب ثورة تونس.واتهم سليمان قيادات وزارة الداخلية بالمسؤولية المباشرة عن إطلاق الرصاص على المتظاهرين خلال ثورة يناير.وقال في التحقيقات إن «تعامل الشرطة في الأحداث مع متظاهرين بهذا الحشد الضخم شابه سوء التقدير لاستحالة نجاحه». واستهل سليمان شهادته بأن قيام قوات الشرطة بإطلاق النار أثناء العمليات لفض المظاهرات يكون بتعليمات وأوامر متدرجة من قيادات وزارة الداخلية وتصل إلى أعلى سلطة في جهاز الشرطة ممثلة في حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق. وكشف القيادي بالجماعة الإسلامية بمصر ومسؤول تنظيمها باليمن علي الشريف عن تعرض الرئيس المصري السابق حسني مبارك لأكثر من 12 محاولة اغتيال على يد عناصر الجماعة داخل مصر. وقال الشريف، في حوار مع صحيفة «الراي» الكويتية، الذي كشف فيه معلومات حول نشاط الجماعة الإسلامية وقت صدامها العنيف مع النظام في تسعينيات القرن الماضي، أنهم خططوا لاغتيال مبارك في أديس أبابا من اليمن، مشيرا إلى أن ذلك توافق مع هدف النظام السوداني وقتها، الذي كان من مصلحته القضاء على مبارك. وحول مكان التخطيط لعمليات اغتيال الرئيس السابق وأسباب فشلها، قال الشريف: «كل ذلك تم التخطيط له داخل مصر، لكنه فشل مثل حادث سيدي براني. والسبب أن مبارك لم يدع لنا مجالاً للتفاهم معه، رغم أننا خرجنا من السجن في العام 1984. خرجنا من أجل الدعوة ولم يكن في تفكيرنا العنف، حتى إن قتل السادات كان رد فعل لأنه عندما ألقى القبض على الناس جميعاً كان في تصورنا أنه سيفعل بهم مثلما فعل جمال عبد الناصر ب«الإخوان» من تعذيب، فقلنا لن نسمح بذلك أو أن نعيد فترة عبد الناصر مرة أخرى وفقاً للمثل الصعيدي «قبل ما يتعشى بي أتغدى به»... هذا كان تفكيرنا وقتها. ولكن الآن لو تدبرنا أمرنا لما أقدمنا على تلك الخطوة، ولو دارت بنا الأيام مرة أخرى لما وافقنا على قتل السادات، خصوصاً بعد الأحداث التي ترتبت عن ذلك، حيث جاء حسني مبارك الذي كان خطيئة من خطايا السادات، فالآن نترحم على السادات لما رأيناه من حسني مبارك». وأوضح الشريف أن الجماعة اتخذت قراراً بقتل مبارك لأسباب كثيرة، أبرزها ما وصفوه باحتجاز النساء كرهائن وتعذيبهن للضغط على مسؤولي الجماعة داخل السجون، فضلاً عن ممارسات التصفية الجسدية لعناصر الجماعة في الشوارع والبيوت على حد قوله. وقال الشريف إن «الجماعة أعلنت مبادرة وقف العنف بعد حادث أديس أبابا عن قناعة فكرية، إلى جانب ضعف الجماعة على المستوى العسكري والخوف من تصفيتها». وأضاف أن «منظر جماعة الجهاد سيد إمام بدأ مراجعات الجهاد التي أعلنها في وثيقة ترشيد العمل الجهادي من اليمن بعد حادث 11 شتنبر، الذي وصفه وقتذاك بأن ذلك الحادث كان انتحارا جماعيا ل «القاعدة». وتوقع الشريف أن تحل «القاعدة» نفسها بعد مقتل أسامة بن لادن، خصوصاً أن شخصية مثل أيمن الظواهري لا تحظى بقبول من قبل اليمنيين أو الخليجيين ولن يرحبوا بإمارته، مشيرا إلى أن هناك علماء سعوديين رفضوا الانضمام إلى أسامة بن لادن بسبب مشاركة الجهاديين المصريين.