هم فنانون مغاربة صنعوا الفرجة للمشاهد والمستمع المغربي ومنحوه كثيرا من الإمتاع السينمائي والتلفزيوني والغنائي على امتداد عقود. أسروا، بفضل إبداعاتهم، قلوب محبيهم وعاشوا سنوات من النجومية، قبل أن ينقلب حالهم ويتحول ذلك الزمن الجميل إلى واقع اجتماعي وصحي «يخون» فيه الفن أصحابَه في لحظات الأزمة ويتخلى عنهم ويتركهم عرضة للضياع والتهميش والنسيان... من هؤلاء الفنانين الممثل العربي اليعقوبي، المعروف في الساحة الفنية بلقب «با ليعقوبي»، الذي عُرِف في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بتخصصه في الملابس والديكور. شارك في العديد من الأعمال السينمائية المغربية والدولية ووصل اسمه إلى أذهان كبار المؤلّفين ورسّخ اسمه، بقوة، في التاريخ السينمائي المغربي. بعد سنوات من التوهج، نال الفقر والمرض من الرجل، فألفى نفسه في فترة من الفترات وحيدا إلا من أصحاب وأصدقاء حفظوا الود وتذكّروا التاريخ الحافل للرجل. يتذكر مقرَّبوه ومتتبعو مساره الفني الصرخة المدوية التي أطلقها «بّا ليعقوبي» في مهرجان مراكش للسينما، فقبل ساعات من تسلمه الدرع التذكاري لتكريم السينما المغربية، أعلن عن تهميشه وعدم قدرته على أداء مصاريف الدواء، المكلِّف، قبل أن يتدخل صديق وصحافي لينقذ الموقف. تجددت معاناته وأُدخِل إحدى المصحات الخاصة في طنجة. ويتحدث البعض عن بداية تحسّن حالته الصحية، بعد تلقّيه الإسعافات الضرورية. وأفاد مصدر طبي من المصحة أن الفنان العربي اليعقوبي يعاني من مرض فقر الدم الحاد، ما فرض إجراء عدة عمليات لحقن الدم، بالإضافة إلى وجود التهابات على مستوى المعدة، تفسر سبب «فقدان الشهية» الذي طال الفنان خلال الأسابيع الأخيرة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعرب الفنان العربي عن امتنانه وشكره لثلة من الأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبه خلال أزمته الصحية ومدّوا له يد العون والمساعدة المادية. وكان العربي اليعقوبي، الذي ولد في 31 مارس 1930، ويعيش وحيدا وفي ظروف جد صعبة في مدينة طنجة، قد نُقِل إلى المصحة، على عجل، يوم الخميس الماضي، بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل كبير. اشتغل العربي اليعقوبي في مجال المسرح والسينما منذ خمسينيات القرن الماضي، إذ يعتبَر واحدا من ألمع مصممي الملابس والديكور وكانت له بصمة على مجموعة من الأفلام العالمية ك«لورنس العرب»، لمخرجه دافيد لين، و«عودة الحصان الأسود» للمخرج فرانسيس فورد كابولا، و«الإغراء الأخير للمسيح»، لمارتن سكورسيزي، بالإضافة إلى عمله رفقة مجموعة من المخرجين المغاربة، أمثال الجيلالي فرحاتي وفريدة بليزيد وحميد بناني ومؤمن سميحي وغيرهم.