دعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إلى إطلاق سراح مدير نشر جريدة «المساء» رشيد نيني، وقال بنكيران، الذي كان يتحدث عن ضرورة تنقية الأجواء بتزامن مع الإصلاحات التي يشهدها المغرب، «أطلقوا سراح رشيد نيني، لابد أن يخرج من السجن ليعود إلى جريدته وكتاباته». كما طالب بنكيران خلال كلمته في المهرجان الذي دعت إليه ثلاث هيئات بطنجة وهي، حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بإطلاق سراح أبو حفص والكتاني، وقال إنه لا يستبعد أن يراهما في أحد الأيام وهما يلقيان الدرس الحسني أمام الملك محمد السادس. ولم يقف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي كان يتحدث أول أمس داخل القاعة المغطاة بدر، عند هذا الحد في مطالبه، بل زاد قائلا: «هناك أشخاص أبرياء اعتقلوا بعد أحداث 16 ماي يجب أن يطلقوا سراحهم». من جهته، اعتبر بنكيران أن «حركة 20 فبراير» كان لها أثر إيجابي في تسريع وتيرة الإصلاحات في المغرب، لكنه وجه بعض النقد إلى هذه الحركة، وقال إنها ارتكبت خطأين وصفهما ب«الفادحين»، أولهما هو انتقالها من الشارع العام إلى الأحياء بدون أن يكون لها ترخيص، وثانيهما رفعها في بعض الأحيان لمطالب تتعلق ب«إسقاط النظام». ودعا بنكيران حركة 20 فبراير إلى أن تكون مواقفها واضحة أمام الشعب، وخاطبهم قائلا: «إلا بغيتو طيحوا الملك قولوها للمغاربة وشوفو آش غيديرو معاكوم» قبل أن يستطرد:«خليو عليكم الملك فالتيقار». وعاد أمين عام حزب العدالة والتنمية إلى إعلان تضامنه مع الشاب كمال عماري، الذي قتل متأثر بضربات تلقاها في إحدى المسيرات في آسفي التي شهدت تدخلا عنيفا لقوات الأمن، وأشار إلى أن حزبه أصدر بيانا رسميا يدعو فيه إلى فتح تحقيق في وفاة هذا الشباب. وفي نفس السياق، قال بنكيران إن وزارة الداخلية بدا عليها نوع من «الارتباك» بعد وفاة هذا الشاب، لكنه شدد في المقابل، على ضرورة فتح تحقيق ومحاسبة من ثبت تورطه في مقتل هذا الشاب, سواء كان مسؤولا كبيرا أو صغيرا. ووجه بنكيران خطابا إلى السلفيين، مستغلا بذلك حضور محمد الفيزازي الذي أفرج عنه مؤخرا، وقال: «المغاربة كلهم سلفيون والإمام مالك الذي نسير على مذهبه هو أيضا سلفي، ونحن نفتخر بكوننا سلفيين، المهم هو عدم الخروج على القانون فما هي المشكلة إذن؟» يتساءل بنكيران. أما بشأن الإصلاحات الدستورية، فيعتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الدستور المقبل ستلبى فيه جميع المطالب التي رفعت في الشارع، لكنه حذر بالمقابل من جهات لم يسمها، وقال إنها تروج كلاما وصفه ب«غير المقبول» وهو أن الملك أعطى أكثر من اللازم في الدستور الجديد. من جهة أخرى، طالب بنكيران بدستور جديد يكون فيه رئيس الحكومة نابعا من الشعب وله صلاحيات واسعة وكافية لتسيير شؤون البلاد. غير أن بنكيران حذر من أن يكون الدستور الجديد لا يبلي مطالب الشعب، وقال في هذا الصدد: «إذا لم يستجب الدستور الجديد لمطالب الشعب، فإنه سيخرج إلى الشارع وبعد ذلك ستشتعل النار التي لن يقوى أحد على إطفائها». وكعادته، هاجم بنكيران فؤاد عالي الهمة، الذي قدم استقالته مؤخرا من لجنتين رئيسيتين بحزب الأصالة والمعاصرة، وقال: «باليا هاد السي فؤاد مسخاش يمشي أو مسخاوش به»، ولم يسلم أيضا غريمه إلياس العماري من النقد وتساءل: «أين هؤلاء الأشخاص لم أعد أراهم»، ولم يجد بنكيران غير مقولة سابقة لشاه إيران للجواب عن سؤاله عندما قال: «عندما يبدأ القارب بالغرق فإن أول من يهرب منه هم الفئران». وأشار بنكيران إلى أن هؤلاء الأشخاص «خلقوا حزبا من أوهام، وقالوا إنهم سيدافعون عن الملكية ضد الأصولية لكنهم لم ينجحوا في مسعاهم». يذكر أن هذا المهرجان عرف حضور الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إضافة إلى رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي، وأيضا الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية مصطفى بابا، الذين تناولوا الكلمة في هذا المهرجان، إلى جانب المسؤولة عن القطاع النسائي بطنجة عائشة مجاهد.