انطلقت، أول أمس الثلاثاء في مدينة أنطاليا التركية، أعمال «المؤتمر السوري للتغيير» الذي تنظمه المعارضة السورية في المنفى لصوغ خطة الإصلاح الديمقراطي في سوريا، بالتزامن مع إعلان الرئيس بشار الأسد عن عفو عام عن «الموقوفين» السياسيين والذي قوبل برفض المعارضة. وقال عضو مجلس قيادة الإخوان المسلمين، ملهم الدروبي، لوكالة «رويترز» إن الهدف هو الخروج بخارطة طريق «لتحرير سوريا من القمع، ومساندة الثورة من أجل الحرية والديمقراطية». وأضاف أن المؤتمر لن يشكل مجلسا انتقاليا على غرار المجلس الذي أنشأه المعارضون الليبيون، وذلك بسبب المخاطر التي قد تنشأ عن تسمية المعارضين الناشطين داخل سوريا. ومن جانبه، قال ممثل الحركة السريانية في سوريا جان عنتر: «إن المزيد من الناس يدركون أن النظام يحرض الأقليات بعضها على بعض حتى يتمكن من البقاء». وحضر المؤتمر، الذي ينتهي اليوم الخميس، ثلاثمائة مندوب من مختلف الطوائف والأقليات، ورفع المشاركون العلم السوري الذي اعتمد إبان الاستقلال قبل أن ينفرد حزب البعث بالسلطة في انقلاب عام 1963، كما هتفوا بشعارات تؤيد محاكمة الأسد في المحكمة الجنائية الدولية. وذكرت صحيفة «زمان» التركية أن مؤتمر أنطاليا يخطط لتشكيل لجان لتنظيم المظاهرات خارج السفارات، وتمثيل المعارضة في الاجتماعات مع الحكومات في الغرب ودول أخرى، ونشر الدعاية دوليا بشأن النزاع في سوريا. من جانب آخر، قال أحد منظمي المؤتمر، خلف علي خلف، إن العفو الذي أصدره الرئيس الأسد مؤخرا، ويتضمن استثناءات عديدة، قد جاء متأخرا جدا ولا يرضي الشارع «شأنه شأن الوعود الغامضة بالإصلاح التي صدرت سابقا». وكان التلفزيون السوري أعلن أن الأسد أصدر عفوا عاما، أول أمس الثلاثاء، عن كل الجرائم المرتكبة قبل 31 ماي 2011، ويشمل كل أعضاء الحركات السياسية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين المحظورة. لكن رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر، عبد الرزاق عيد، علق على العفو بقوله: «نحن بحاجة إلى إيضاحات حول ما إذا كان العفو يشمل المعتقلين أخيرا مع المحكومين منذ عشرات السنين». أما ملهم الدروبي فاعتبر أن الخطوة إيجابية لكنها غير كافية، مضيفا أن الإخوان يطالبون بمطالب الشعب في «الحرية وإسقاط النظام». من جانبها، صعدت الولاياتالمتحدة من ضغوطها على الرئيس السوري واعتبرت أن موقف حكومته يصعب تقبله يوما بعد يوم، كما أبدت تشككا في تنفيذ العفو العام الذي أعلنه أول أمس الثلاثاء. وفي أوضحِ تلميحٍ إلى إمكانية مطالبة الإدارة الأمريكية قريبا الأسد بالتنحي، أشارت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى أن الرئيس باراك أوباما خيّر الأسد مؤخرا بين قيادة عملية الانتقال إلى نظام ديمقراطي أو «الرحيل». وأوضحت كلينتون، في مؤتمر صحفي مقتضب مع نظيرتها الكولومبية أول أمس الثلاثاء، أن «كل يوم يمر، يصبح الخيار تلقائيا»، مشيرة إلى أن الأسد «لم يدعُ إلى وقف العنف ضد شعبه ولم ينخرط جديا في أي نوع من جهود الإصلاح». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر عفوا عاما، أول أمس الثلاثاء، يشمل كل أعضاء الحركات السياسية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين. وذكر التلفزيون الرسمي، الذي بث الخبر بشكل عاجل، أن العفو يشمل أيضا الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 31 ماي الجاري.