وجد «ف. ع» نفسه محاصرا بعدد من عناصر الشرطة ببني ملال، فأشهر سكينا كبيرا لوح به مهددا، ولم يكتف بالتلويح بالسكين، فهو يعرف أن محاصرته لم تبق له أملا سوى المغامرة بضرب أحد عناصر الشرطة بالسكين وترهيبهم، وجه ضربة قوية إلى المفتش شرطة كان من بين الذين يحاصرونه فأصابه في يده قبل أن توقفه عناصر الفرقة الأمنية ويوقفوا معها مسيرة امتدت لثلاثة أشهر من روع خلالها نساء مدينة بني ملال. كان «ف. ع» يستهدف النساء في أماكن منعزلة وخالية وفي كل مرة كان يتمكن من سرقة هواتفهن تحت التهديد بالسلاح الأبيض، وما بحوزتهن من مبالغ مالية، قبل أن يلوذ بالفرار. الشكايات التي توصلت بها مصلحة الشرطة القضائية التابعة للأمن الولائي ببني ملال، إضافة إلى الأوصاف التي أدلى بها الضحايا، تبين أن الفاعل المشتبه به في ارتكابه هذه السرقات المتوالية، ينفذ عملياته بين الثانية عشرة والثانية والنصف بعد الظهر، وفي الصباح الباكر قبل الثامنة، في محيط مجموعة من الأحياء المحددة، منها الأدارسة، الزيتون، أولاد حمدان، والرمز، وميمونة، وحي الجبلية، ما سهل على فرقة مكونة من عناصر المصلحة لمكافحة السرقة الانتشار في مسرح جريمة السرقة، والقيام بالحراسة والمراقبة إلى أن ضبطت أحد العناصر، الذي تنطبق عليه الأوصاف التي أدلت بها المشتكيات، وجرت محاصرته إلا أنه أبدى مقاومة عنيفة وأشهر سكينا في وجه الشرطة أصاب به مفتشا من عناصرها في يده، إلا أنها تمكنت من إيقافه قبل أسبوع. الشاب (ف.ع)، من مواليد سنة 1982، ببني ملال، عاطل عن العمل ويسكن بحي بوعشوش، تم اقتياده إلى المصلحة، وفي أثناء مباشرة التحقيق معه اعترف باقتراف 25 عملية سرقة، خاصة في حق العنصر النسوي، ومددت فترة الاستماع إليه في التحريات لمدة 72 ساعة بأمر من النيابة العامة لكثرة ضحاياه، وتعرفت عليه مجموعة من النساء اللواتي تقدمن بشكايات ضده وأكدن أنه العنصر المعني بسرقتهن، ومنهن قاصر أكدت أنه وبعدما استولى على هاتفها المحمول وما كان بحوزتها، حاول اغتصابها في محيط الحي العصري لولا تدخل السكان. كان يستعمل دراجة نارية من نوع «سكوتر» في تحديد مناطق مسرح عملياته بعدما كان يركنها في المحيط، وحين تنفيذ السرقةكان يعمد إلى ركوبها والفرار منسلا من مسرح الأحداث، خشية التعرف عليه وإيقافه من طرف المارة أو عناصر الشرطة. الدراجة النارية حجزتها عناصر الشرطة القضائية بالإضافة إلى سكين كان يستعمله في تهديد النساء، واستخدمه، أيضا، في مقاومة إيقافه حين فاجأته الفرقة الأمنية في فضاء مسرح ممارسته للسرقة. أحيل «ف. ع» على أنظار الوكيل العام للملك من أجل تعدد السرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض والعنف والخطف، والمقاومة وعدم الامتثال، والضرب والجرح بالسلاح الأبيض في حق موظف عمومي أثناء مزاولة مهامه، والسرقة مع محاولة هتك عرض قاصر تحت استعمال العنف، لكي تقول العدالة كلمتها فيه بعدما روع نساء مدينة بني ملال ونفذ 25 سرقة في حقهن.