طعن القابض الإقليمي الجديد في محضر تسليم السلط بينه وبين المدير السابق الذي أحيل مؤخرا على التقاعد، معتبرا أن عملية تسليم السلط شابتها خروقات قانونيةّ، تمثلت في عدم حضور أي مسؤول جهوي أو مركزي لمعاينة مدى قانونية عملية تسليم السلط بين الطرفينّ، وهو الأمر الذي حتم على المدير الجديد تحرير محضر تحفظي في الموضوع تم توجيهه إلى الجهات المسؤولة، أواخر شهر فبراير من السنة المنصرمة، تطرق من خلاله إلى النقائص والظروف غير القانونية التي تمت من خلالها هاته العملية. ومن جانب آخر، قال المصدر نفسه إن الأموال العمومية المستخلصة من واجبات التنبر والتسجيل المودعة في الخزانة الحديدية، أضحت مهددة بالسرقة في أي لحظة بفعل غياب حارس ليلي قار وانعدام كاميرات مثبتة، كما تتزايد المخاوف أيضا من اقتحام مقر المصلحة بسبب عدم تمكين مدير المصلحة من سكنه الوظيفي الذي لازال مغلقا لأسباب ظلت غامضة، خلافا لمقتضيات ظهير 1967، الذي ينص على ضرورة توفير سكن قار للقابض العمومي فوق مكان وجود الخزانة الحديدية. وفي السياق نفسه، تعاني قباضة تارودانت من غياب مصلحتي الإرشادات وكتابة الضبط، وهو ما ينعكس سلبا على السير العادي للإدارة، وكذا تذمر زبناء المصلحة الذين يأتي معظمهم من المناطق والدواوير المحيطة بالإقليم. وتفيد مصادر «المساء» في هذا الصدد بأن هؤلاء الوافدين، يتعذر عليهم معرفة الأقسام التي يرغبون في ولوجها بفعل غياب مصلحة الإرشادات، وهو ما يجعل مكتب المدير المقابل للبوابة الرئيسية الوجهة المفضلة لدى هؤلاء قصد الاستفسار عن أماكن إيداع وسحب ملفاتهم الإدارية، وأفادت المصادر ذاتها بأن مكاتب المصلحة لازالت تشتغل بالنظام اليدوي التقليدي، خلافا لما هو معمول به في مجمل القباضات الأخرى بالجهة، التي عملت على إدخال المعدات والآليات المعلوماتية إلى الإدارة قصد تطوير خدماتها المقدمة للزبناء. وجدير بالذكر أن مسؤول الإدارة سبق أن وجه إرساليات في الموضوع إلى الجهات المسؤولة قصد لفت الأنظار إلى المشاكل التي تتخبط فيها القباضة الإقليمية، من ضمنها الحالة الشاذة التي يوجد فيها مدير القباضة نفسه، الذي لا زال يتولى مهام الإدارة منذ أزيد من سنة بصفته مديرا بالنيابة فقط بدون أي قرار تعيين رسمي في إطار ضمان استمرارية الإدارة، وكذا حرمانه من تعويضاته المادية، غير أن هاته الملتمسات بقيت بدون رد. يذكر أن القابض الإقليمي توصل مؤخرا بإرسالية من المحافظ العام للمملكة، تلزمه بضرورة إيفاد قرار تعيينه على رأس قباضة تارودانت قصد استخلاص الحسابات المالية الخاصة بالسنة المنصرمة، وهو ما جعل المدير الجديد يقع في مأزق حقيقي مع الإدارة التي يشتغل لفائدتها. يشار إلى أن الإتحاد المحلي لنقابة (السيدتي) كانت قد تقدمت بدورها بملف متكامل عن القباضة الإقليمية إلى المصالح المركزية بالرباط، قصد التسريع بإيجاد حلول ممكنة لمجمل المشاكل التي تتخبط فيها المصلحة المذكورة، غير أنها بقيت على غرار المراسلات السابقة بدون جدوى.