في خطوة تصعيدية، شهد حي «إيزيكي» في مراكش، مساء أول أمس الأحد، عملية كر وفر واسعة، دامت أكثر من ساعة ونصف، بين عناصر القوات العمومية ومتظاهري حركة 20 فبراير، كما أقدمت عناصر الأمن على اعتقال أزيد من 5 أشخاص، أغلبهم من «الوجوه المألوفة» في حركة 20 فبراير -فرع مراكش. وقد أسفر التدخل الأمني، الذي استُعمِلت فيه «هراوات» مطاطية ونحاسية وخشبية، عن بعض الإصابات في صفوف المتظاهرين. ومنذ ساعات مبكرة من زوال أول أمس الأحد، عملت قوات الأمن على تطويق الساحة المقابلة ل«فْرّان التراب» في حي «إيزيكي»، المكان الذي أعلنت فيه حركة 20 فبراير في مراكش عن تنظيم وقفتها الاحتجاجية، ابتداء من الساعة السادسة مساء. كما شهدت الأحياء المجاورة للساحة المذكورة إنزالات أمنية غير مسبوقة، تحسبا لأي «مفاجأة» من قِبَل المتظاهرين. وقبل حلول موعد الوقفة الاحتجاجية بدقائق قليلة، بدأت بعض عناصر حركة 20 فبراير في مراكش تتقاطر على المكان المحدد بشكل تدريجي، الأمر التي فطنت إليه عناصر الأمن، التي كانت تتابع كل صغيرة وكبيرة في المكان، فشرعت في إبعاد كل من اقترب من الساحة المذكورة. وفي حدود الساعة السادسة مساء، موعد انطلاق الوقفة الاحتجاجية، التي كانت السلطات الأمنية قد أعلنت عن منعها مسبقا، ظهر بعض أعضاء حركة 20 فبراير والهيآت الداعمة لها، وهم يحملون باقات من الورود في وجه رجال الأمن ويرفعون شعار «سلميّة.. سلميّة.. حتى تحقيق الحريّة». وقبل أن يلتحق باقي المتظاهرين بالوقفة، عملت القوات العمومية على تفريقهم بالقوة، مما اضطر المتظاهرين إلى الركض داخل أزقة «حي إيزيكي» الشعبي، رافعين شعارات «علاش جينا او احتجينا؟.. المعيشة غالية علينا»، «الشعب يريد إسقاط الاستبداد»، «سلميّة.. سلميّة.. لا حجرة لا جْنويّة». كما جابت المسيرة الاحتجاجية، التي عرفت عمليات «كر وفر» واسعة، بعد أن لاحقت القوات العمومية المتظاهرين وسط الأزقة، كلا من حي «صوكوما»، حي «المسيرة الأولى»، وحي «المسيرة الثانية»، قبل أن تتمكن عناصر الأمن من تفريقها، بعد حوالي ساعة ونصف من انطلاقها. وفي الوقت الذي عبّر بعض السكان عن تضامنهم العفوي، بالمشاركة إلى جانب حركة 20 فبراير، لم يتقبل بعض السكان من الأحياء التي شهدت حالة «طوارئ» لم يشاهدوها من قبل، تنظيم وقفة احتجاجية وسط الأحياء الشعبية، لما تسبّبه من رعب وسط الأحياء السكنية. وفي الوقت الذي عرفت الوقفة الاحتجاجية مشاركة أغلب الهيآت الداعمة لحركة 20 فبراير في مراكش، خاصة أعضاء جماعة العدل الإحسان، الذين نزلوا بكثافة، رغم توصل العديد من الهيآت بقرار المنع من السلطات المحلية، لاحظ المتتبعون غياب أعضاء حزب الطليعة الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان -فرع مراكش، الذين قيل إنهم رفضوا قرار تنظيم الوقفة الاحتجاجية في حي شعبي، كما غاب أعضاء حزب اليسار الاشتراكي الموحد، بسبب تزامن الوقفة الاحتجاجية مع لقاء حزبي. ولم تخْلُ عملية المداهمات التي باشرتها عناصر الأمن من مواقف «طريفة»، كحال رجل أمن نزل من سيارته بسرعة جنونية وركض خلف عدد من المتظاهرين، قبل أن يمسك بأحد الهاربين، وقبل أن يعود به إلى سيارة الأمن لاعتقاله، تبيّن له أنه «مجنون» فأخلى سبيله.