أسفر تدخل أمني عنيف، عشية أول أمس، في حق متظاهرين من حركة 20 فبراير بالقنيطرة، كانوا بصدد الاستعداد لتنظيم مسيرة احتجاجية، عن إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة. وكشف أعضاء من تنسيقية الحركة، في تصريحات متطابقة، أن ما لا يقل عن 10 أشخاص نقلوا على متن سيارات خاصة إلى المركب الاستشفائي الجهوي، بعد تعرضهم للضرب المبرح في أماكن مختلفة من أجسادهم من طرف عناصر القوات العمومية، التي كانت مدججة بالعصي والهراوات. ونقل عن شهود عيان أن رجال الأمن تدخلوا بقوة بمجرد تشكل النواة الأولى للمشاركين في هذه المسيرة السلمية، التي كان منتظرا أن تنطلق من منطقة الساكنية في اتجاه ساحة بئر أنزران، حيث بادرت عناصر التدخل إلى تفريق المحتجين ومطاردتهم عبر الأزقة والأحياء المجاورة، كما قامت باعتقال العديد منهم، قبل أن تعمد إلى إطلاق سراحهم في وقت لاحق. وعرفت المنطقة إنزالا أمنيا مكثفا، حيث طوقت العشرات من سيارات الأمن والقوات المساعدة محيط انطلاق المسيرة، فيما انتشرت بشكل ملفت للنظر عناصر من مختلف الأجهزة الاستعلاماتية وعدد كبير من أعوان السلطة، الذين شارك البعض منهم في أعمال التنكيل والإذلال، التي لم يسلم منها حتى المواطنون الأبرياء، سيما بحي المسيرة، الذي لجأت فيه عناصر القوات العمومية إلى استعمال القوة بشكل مفرط وعشوائي. وأفاد ناشط حقوقي أن أجهزة الأمن لجأت إلى اختطاف 13 عضوا في حركة 20 فبراير، واحتجزتهم داخل سيارات الشرطة أزيد من ساعة ونصف، ثم نقلتهم في ظروف مهينة إلى أماكن قريبة من غابات مجاورة محيطة بمنطقتي عين عريس والفوارات، وعرضتهم لأبشع أشكال العنف والتعذيب، لتُخلي سبيلهم بعد ذلك في أماكن شبه مهجورة.