عرفت مسيرة 29 ماي بتطوان مجددا منعا من طرف سلطات الأمن العمومية، حيث أقدم عميد أمني، ثوان بعد رفع شعارات تطالب بالإصلاح وسلمية الوقفة، إلى تلاوة أحد بنود قانون الظهير المتعلق بالوقفات العمومية والتجمهر، في محاولة منه للإعلان عن منعها وثني المتظاهرين عن إتمام مسيرتهم. لكن رغم ذلك، أصر المتظاهرون بشارع محمد الخامس على الاستمرار في رفع الشعارات المطالبة بحرية الاحتجاج والتعبير ومحاربة الفساد، مما أرغم عناصر أمنية بزي مدني، كانت تتقدم قوات التدخل السريع وفرق القوات المساعدة، إلى التدخل بعنف، مستعملة الهراوات في حق المتظاهرين، قبل أن تبدأ عملية «الكر والفر» بين الطرفين استمرت إلى غاية الساعة التاسعة ليلا، تخللتها لحظات «هدنة» بين تنسيقية تطوان لدعم حركة 20 فبراير وبين القوات العمومية. وفاجأ النشطاء المصالح الأمنية بالخروج في مجموعات متفرقة بشارع 10 ماي، رافعين شعارات من قبيل «صامدون صامدون، على التغيير عازمون» و«علاش جينا واحتجينا.. المعيشة غالية علينا»، حيث اضطرت مجددا دوريات أمنية للتدخل لتفريق المتظاهرين من الجنسين. وتوغل متظاهرون في بعض الأحياء والأزقة الشعبية مثل شارع الزبير بن العوام، وشارع رياض مايوركا، حيث كانت حناجر الشباب والفتيات تصدح بشعارات تطالب بمحاربة الفساد، وبإصلاح سياسي واجتماعي حقيقي، قبل أن يصل الخبر إلى مصالح الأمن، التي هرعت إلى عين المكان لتفريق المتظاهرين، الذين لجؤوا إلى الأزقة والأحياء المجاورة. وأسفر التدخل الأمني لمنع مسيرة حركة 20 فبراير بتطوان عن جرح خمسة مشاركين، أحدهم يسمى أحمد أرارو العمراني، الذي أصيب إصابة خطيرة، جراء كسر مزدوج في الرجل، حيث عاينت «المساء» حالته بعد نقله إلى مصحة خاصة، وقد تم إشعاره بضرورة خضوعه لعملية جراحية في الرجل، حسب مصدر طبي.