تفاجأ المسؤولون الأمنيون بولاية أمن القنيطرة، نهاية الأسبوع المنصرم، بحشود من المواطنين تتقاطر على مصلحة المداومة للتبليغ عن جرائم كانوا ضحية لها في نفس المكان والزمان. بدت وجوه الضحايا جد شاحبة وهم يروون للمحققين الأمنيين تفاصيل الاعتداءات التي تعرضوا لها من طرف أفراد عصابة كانوا تحت تأثير المخدرات وأقراص الهلوسة. يقول مسؤول بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، «كنت مارا بسيارتي بالطريق المؤدية إلى حي بضانسي، حينما استوقفني ثلاثة أشخاص مسلحين بالسيوف والسكاكين، كانوا في حالة جد هستيرية، حاول أحدهم فتح الباب واختطاف قريبة كانت برفقتي، ولما عجزوا عن ذلك شرعوا في تكسير زجاج السيارة، فانطلقت بسرعة جنونية ورعب شديد يتملكني، بعدما أحسست بأن الوضع خطير جدا». عمد المعتدون المدججون بكل أنواع الأسلحة البيضاء إلى قطع أحد أهم الطرق الرئيسية في المدينة، ونصبوا أشبه ما يكون بحاجز أمني وهمي، حيث أرغموا عشرات السيارات على التوقف، ثم شرعوا في سلب ونهب ممتلكات مستعملي هذه الطريق، سواء كانوا راجلين أو راكبين، وتحت التهديد والعنف، أُجبر العديد من المواطنين على التخلي عما بحوزتهم. كان الأمر مريعا حقا، يؤكد أحد الضحايا، فالمنطقة كلها أضحت خاضعة لسيطرة ونفوذ أولئك المجرمين، ولم يكن من السهل على أي كان الخروج أو الدخول إليها دون التعرض لمكروه، وطيلة الفترة التي نفذت خلالها العصابة المذكورة أفعالها الإجرامية لم تكن هناك أي دورية للأمن تجوب المنطقة. وأمام هذا الانفلات الأمني غير المسبوق، لم تجد ولاية أمن القنيطرة بدا من الإسراع في شن حملة تمشيطية واسعة النطاق في محيط مسرح الجرائم المرتكبة، ونجحت عناصرها في إلقاء القبض على أحد المشتبه في ارتكابهم للاعتداءات سالفة الذكر، حيث علمت «المساء»، أن الظنين، اعترف بما هو منسوب إليه من تهم، كما أشار إلى هوية وأوصاف باقي مشاركيه، حيث لا زال البحث جاريا عنهم لاعتقالهم.