خرج مئات المواطنين على مختلف أعمارهم، إلى جانب التنسيقية المحلية لحركة شباب20 فبراير بمدينة برشيد، لترديد شعارات تطالب بالتغيير وإسقاط الفساد. وعبرت الحركة من خلال بيانها، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، عن تضامنها ومساندتها لحركات التغيير في العالم العربي، منددة في الوقت ذاته بالأساليب الهمجية للأنظمة العربية في قمع تطلعات الشعوب للحرية والكرامة. ورفع المحتجون صورا لرشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء»، مرددين شعارات تندد بقمع حرية الصحافة وحرية التعبير، ومعتبرين أن الديمقراطية الحقيقية في تحرير الإعلام، إضافة إلى شعارات أخرى تدعو إلى الحرية في التعبير والرأي ومحاكمة المفسدين وليس الصحافيين. وطالبت الحركة بإطلاق سراح رشيد نيني ومن تبقى من المعتقلين السياسيين ومحاكمة الجلادين، ودمقرطة المشهد الإعلامي، والقطع مع المحاكمات والمؤامرات من قبيل ما يتعرض له مدير جريدة «المساء»، معلنين تضامنهم مع كل الصحافيين ضحايا الكلمة الحرة والصادقة، خاصة الصحافي رشيد نيني، معتبرين اعتقاله اعتقالا تعسفيا ومحاكمته محاكمة سياسية. وردد المحتجون طوال المسيرة، التي انطلقت من أمام مقاطعة الحي الحسني، مرورا بحي التيسير وشارع الحسن الثاني، ووصولا إلى الفضاء المتاخم لعمالة برشيد, وعلى مدى ساعتين ونصف ساعة, شعارات تندد بالفساد وتدعو إلى رحيل ومحاكمة رموزه على الصعيدين المحلي والوطني، وتمكين المواطنين من الحق في الصحة والتعليم (هذا مغرب الله كريم لا صحة لا تعليم). ورفع أحد المحتجين لافتة بها أنواع من المواد الأساسية كالزيت والسكر والشاي والحليب، في إشارة إلى الارتفاع الصاروخي للأسعار، فيما طالب آخرون بالحد من غلاء المعيشة (علاش علاش احتجينا.. المعيشة غلات علينا)، وبمحاربة آفة الرشوة التي تنخر جسد الإدارات المغربية، وبإلغاء الدستور الحالي وصياغة دستور جديد يضمن سيادة الشعب ويمثل إرادته الحقيقية، وبحل الحكومة والبرلمان لفقدانهما الشرعية الشعبية وترسيخهما للفساد السياسي، رافضين المنهجية المتبعة لمباشرة الإصلاحات، ومطالبين في الوقت ذاته بإسقاط لجنة المنوني. وندد المحتجون بالقمع المستهدف لمسيرات ووقفات 20 فبراير السلمية، ومعتبرين أن الإرادة الحقيقية في التغيير تقتضي إقرار دستور جديد ديمقراطي يمثل الإرادة الحقيقية للشعب المغربي، وضمان كافة الحريات الفردية والجماعية، وفي مقدمتها الحق في التظاهر السلمي، وإحالة الفساد المالي والإداري والسياسي على القضاء الذي بدوره يحتاج الى إصلاح. ودعت الحركة من خلال بيانها الختامي إلى كشف الحقيقة فيما يخص معتقل تمارة. وغير بعيد عن مدينة برشيد خرج المئات في مسيرة احتجاجية سلمية مماثلة نظمتها التنسيقية المحلية لدعم حركة شباب 20 فبراير فرع سطات، انطلقت من أمام القصبة الإسماعيلية المحاذية للولي الصالح سيدي الغليمي لتجوب الشارع الرئيسي بالمدينة، مرورا بمدارة العود التي تتوسط المدينة، ردد خلالها شباب الحركة بسطات شعارات تدافع عن مطالب الحركة المعروفة، وتندد في الوقت ذاته بالفساد وتطالب بمحاكمة رموزه على الصعيدين الوطني والمحلي، وبحل الحكومة والبرلمان، وارتفاع غلاء المعيشة، والأوضاع المزرية لقطاعي التعليم والصحة.