تواصل مجموعة المجازين المكفوفين وضعاف البصر، المؤهلين لولوج مناصب المرشدين والمرشدات والأئمة، طبقا لاتفاقية وزارة الأوقاف ووزارة التنمية الاجتماعية، منذ بداية الأسبوع الماضي، الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشارك فيه حوالي 20 شخصا، احتجاجا على الطريقة التي تتم بها معالجة ملفهم وعلى ما أسموه «إهمال» وزارة الأوقاف لهم وعدم مراعاتها أوضاعَهم، بناء على ما تضمنه ملف اتفاق يهدف إلى إدماجهم في الوزارة إما أئمة أو مرشدين. وأكد جمال كميسة، ممثل مجموعة المرشدين والمرشدات، أن المجموعة البالغ عدد عناصرها 48 شخصا، منهم نساء ورجال عازمون على الاستمرار في تنفيذ إضرابهم المفتوح بشكل سلمي أمام ملحقة وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن إلى أن تفتح وزارة الأوقاف باب الحوار مع المجموعة وإلى أن تقوم بطمأنة عناصرها في ما يتعلق بالشق الخاص بمضمون الاتفاقية، التي تبيَّن للمكفوفين أنهم سيكونون أول المقصيين منها، لأن المسطرة تطبق على المبصرين والمكفوفين معاً، وهو ما يقلص من حظوظهم، خاصة أنهم لم يعلموا بمضامين الاتفاق إلا مؤخرا، مما دعاهم إلى المطالبة بتغييره، مراعاة لأوضاعهم. وأكد المصدر نفسه أن المجموعة اصطدمت بواقع لا يراعي ظروف المكفوف وإمكانياته، خاصة أن 85 في المائة من هذه المجموعة متزوجون ولهم أسر، «إذ إن الخطأ الذي وقعنا فيه، يؤكد كميسة، هو أننا لم نعلم بمضمون هذا الاتفاق، وعندما تليت علينا، تبيَّن لنا أنه يصعب على البعض ويستحيل على البعض الآخر منا إجراء تكوين سنوي إجباري في العاصمة الرباط، وهو ما استحال على الغالبية منا، الذين يعيشون وضعا اجتماعيا قاهرا». وأضاف كميسة أن المجموعة تفاجأت، بعد موافقتها على الانضمام إلى برنامج وزارة الأوقاف لتأهيل الأئمة والمرشدين والمرشدات، بأن المسطرة التي يتم تطبيقها على المبصرين هي نفسها التي يتم إسقاطها على المكفوفين، باستثناء منحة شهرية قدرها 2000 درهم تمنحها لهم وزارة الأوقاف طيلة مدة الحفظ، التي هي النقطة الوحيدة التي تم إخبار المكفوفين والمكفوفات بها، مقابل الإدماج المباشر في التوظيف». واعتبرت المجموعة جعل عناصرها ضمن مصاف المبصرين «إجحافا» في حقها، خاصة أن بعض عناصرها تم إقصاؤهم في مراحل متقدمة، رغم حصولهم على معدلات تقارب 20/14، بذريعة أن مستوى النجاح عال ويتم الاختيار وفقا لهذا المبدأ وليس وفق المعدل الإجمالي الذي يقضي بالنجاح أو بالرسوب. واعتبرت المجموعة أن مضمون الاتفاقية، الذي يتضمن مباراة بعد حفظ القرآن، وهي محددة في سنتين، لا يخدمهم نهائيا حيث إن أغلب عناصر المجموعة حفظوا ما يزيد عن ال20 حزبا من كتاب الله تعالى، وهو ما يأخذ كامل وقتهم، بالإضافة إلى سنة من التكوين في الرباط، ثم مباراة أخرى بعد التكوين، وأن «المحظوظين» فقط هم الذين سيتمكنون من الحصول على مناصب بعد ثلاث سنوات ونصف، وليس بشكل رسمي، وإنما بعقدة بين الوزارة والمتعاقَد معه.